للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٧٩١) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}

فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: عَلَى الصِّرَاطِ.»

بَابُ نُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

(٢٧٩٢) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً، يَكْفَؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَؤُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: تَكُونُ الْأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالَامُ وَنُونٌ. قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ، وَنُونٌ يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا.»

(٢٧٩٣) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَابَعَنِي عَشَرَةٌ مِنَ الْيَهُودِ، لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا يَهُودِيٌّ إِلَّا أَسْلَمَ.»


= الدقيق الخالي من الغش والنخال (ليس فيها علم لأحد) أي علامة سكنى ولا بناء ولا أثر ولا شيء من العلامات التي يهتدي بها في الطريق كالجبل والصخرة البارزة، وفيه إشارة إلى أن أرض الدنيا اضمحلت وأعدمت أو غيرت، وأن أرض الموقف تجددت.
٢٩ - قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: ٤٨] اختلفوا في معنى هذا التبديل أنه يكون بتغيير ذاتها وصفاتها أو بتغيير صفاتها فقط، واستدل كلّ قائل بأحاديث تفيد تأييد قوله، والعلم عند الله.
٣٠ - قوله: (تكون الأرض) أي أرض الدنيا (خبزه) بضم فسكون ففتح، هي الطلمة - بمهملة مضمومة بعدها لام ساكنة - وهي عجين يوضع في الرماد الحار حتى ينضج (يكفؤها الجبار) أي يقلبها (في السفر) قيل: بفتح السين والفاء، أي حال كونه مسافرًا، فإنه لا يدحوها كما تدحى الرقاقة، وإنما يصلحها بيده، وقيل: السفر بضم السين جمع سفرة، وهو الطعام الذي يتخذ للمسافر، ثم أطلق على ما يوضع ويؤكل عليه الطعام (نزلًا لأهل الجَنَّة) "نزلًا" حال أو تمييز لقوله: "خبزة واحدة" وهو بضم النون والزاي، وقد تسكن الزاي: ما يقدم للضيف وللعسكر من الطعام والقرى، ويطلق أيضًا على ما يعجل للضيف قبل الطعام، وهو اللائق هنا (بإدامهم) بكسر الهمزة، ما يؤكل به الخبز (بالام) كلمة عبرانية، ولذلك استفسر الصحابة عن معناها، وهو الثور، كما فسره (ونون) بضم فسكون، هو الحوت (زائدة كبدهما) قيل: هي القطعة المنفردة من الكبد، المتعلقة به، وهي أطيبه، ولهذا يختص بأكلها السبعون ألفًا، ولعلهم الذين يدخلون الجَنَّة بغير حساب، فضلوا بأطيب النزل، ويحتمل أن تكون الزائدة هي الكبد نفسه؛ لأنه قطعة زائدة على اللحم، ويؤيده ما رواه البخاري في أبواب الهجرة في مسائل عبد الله بن سلام أن أول طعام يأكله أهل الجَنَّة زيادة كبد الحوت، وما رواه المصنّف من حديث ثوبان "تحفة أهل الجَنَّة زيادة كبد النون".
٣١ - قوله: (لو تابعني) على الإسلام (عشرة من اليهود) من رؤسائهم وعلمائهم كما آمن عبد الله بن سلام، ولعله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذكر عشرة لأنَّ هذا هو عدد رؤسائهم بعد عبد الله بن سلام زمن قدومه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة، فمن بني النضير أبو ياسر بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>