للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: وَيَقُولُ: بِاسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ.

(١٩٦٧) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ، يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ، هَلُمِّي الْمُدْيَةَ. ثُمَّ قَالَ: اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. ثُمَّ ضَحَّى بِهِ.»

بَابُ جَوَازِ الذَّبْحِ بِكُلِّ مَا أَنْهَرَ الدَّمَ إِلَّا السِّنَّ وَالظُّفُرَ وَسَائِرَ الْعِظَامِ

(١٩٦٨) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا، وَلَيْسَتْ مَعَنَا مُدًى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْجِلْ، أَوْ أَرْنِي مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ. قَالَ: وَأَصَبْنَا نَهْبَ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِهَذِهِ الْإِبِلِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَإِذَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا.»


= على أن الإضجاع يكون على الجانب الأيسر، ويوضع الرجل على الجانب الأيمن، ليكون أسهل على الذابح.
( .. ) قوله: (قال: قلت: آنت سمعته ... إلخ) أي قال شعبة: قلت لقتادة ... إلخ.
١٩ - قوله: (يطأ في سواد) أي يمشي فيه، يريد أن قوائمه سود مع بياض عامة جسده (ويبرك في سواد) من البروك، وهو أن يلصق صدره بالأرض، أي في بطنه وصدره سواد (وينظر في سواد) أي حوالي عينيه سواد (هلمي المدية) أي هاتي السكين، ويجوز في المدية ضم الميم وفتحها وكسرها (اشحذيها) أي حدديها. وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم تقبل من محمد وآل محمد ... إلخ" دليل على أن الرجل إذا ذبح شاة عن نفسه وعن أهل بيته تأدت به السنة.
٢٠ - قوله: (اعجل) بهمزة الوصل، أمر من العجلة، وبهمزة القطع، أمر من الإعجال (أو أرن) وفي نسخة: (أرني) بفتح فسكون فكسر مع إثبات الياء على سبيل الإشباع، أمر من الإرناء، وفي صحيح البخاري وعامة نسخ صحيح مسلم "أرن" ويجوز فيه الوزن السابق مع إسقاط الياء لأجل الأمر، ويجوز أن يكون بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون النون، فيكون أمرًا من الإرانة، وهو على اللغتين بمعنى أعجل، أي أسرع في قطع الحلقوم والذبح حتى لا يموت الحيوان خنقًا قبل قطع أوداجه (ما أنهر الدم) أي أساله وصبه بكثرة، وجعله يجري مشبها بجري الماء في النهر، وكلمة "ما" عامة تشمل السيف والسكين والحجر والخشبة والزجاج والقصب والخزف والنحاس وسائر الأشياء المحددة (فمدى الحبش) بضم الميم وكسرها مقصورًا جمع مدية - مثلثة الميم - وهي السكين كما تقدم، والمعنى أن في الذبح بالظفر تشبهًا بالكفار مع كونه لا يحصل به إلا الخنق الذي ليس على صفة الذبح، والحديث دليل على النهي عن السن والظفر مطلقًا من آدمي أو غيره منفصل أو متصل ولو كان محددًا (نهب إبل وغنم) النهب بفتح فسكون: المنهوب، وكان على سبيل الغنيمة من العدو (فند منها بعير) أي شرد وهرب نافرًا (أوابد) جمع آبدة أي نوافر وشوارد، أي إن منها ما تنفر وتتوحش كما ينفر الوحش (فإذا غلبكم ... إلخ) أي أعجزكم بشروده ونفرته بحيث لا تتمكنون من إلقاء القبض عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>