للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٢٧١) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ جَمِيعًا، عَنْ وَكِيعٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ، وَالْتَزَمَهُ، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَ حَفِيًّا».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: وَلَكِنِّي رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَ حَفِيًّا وَلَمْ يَقُلْ، وَالْتَزَمَهُ.

بَابُ جَوَازِ الطَّوَافِ عَلَى بَعِيرٍ وَغَيْرِهِ، وَاسْتِلَامِ الْحَجَرِ بِمِحْجَنٍ وَنَحْوِهِ لِلرَّاكِبِ

(١٢٧٢) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ».

(١٢٧٣) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ لِأَنْ يَرَاهُ النَّاسُ، وَلِيُشْرِفَ، وَلِيَسْأَلُوهُ، فَإِنَّ النَّاسَ غَشُوهُ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. (ح)، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي: ابْنَ بَكْرٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: «طَافَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيَرَاهُ النَّاسُ، وَلِيُشْرِفَ، وَلِيَسْأَلُوهُ،

فَإِنَّ النَّاسَ غَشُوهُ»، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ خَشْرَمٍ، وَلِيَسْأَلُوهُ فَقَطَّ.


= بأس بتلقيب الرجل بما لا يمدح، إذا كان هذا التلقيب على وجه التعريف لا على وجه الذم.
٢٥٢ - قوله: (قبل الحجر والتزمه) أي بوضع الفم والجبهة عليه، وهو المراد بالسجود عليه (رأيت بك حفيًّا) أي مبالغًا في الاعتناء بك. وذلك بتقبيلك والتزامك.
٢٥٣ - قوله: (طاف في حجة الوداع على بعير) كان هذا في طواف الإفاضة يوم النحر، أو في طواف الوداع، أما طوافه ماشيًا فكان في طواف القدوم كما يفيد حديث جابر الطويل. وكان طوافه - صلى الله عليه وسلم - راكبًا ليراه الناس ويسألوه، كما وقع في حديث جابر عند مسلم. ولكثرة الناس وازدحامهم، كما تقدم في حديث ابن عباس عند مسلم، ولأنه - صلى الله عليه وسلم - كان مريضًا، كما رواه أبو داود وأحمد عن ابن عباس قال: "قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته". ومن هنا قالوا: إن الأفضل أن يطوف ماشيًا، ولا يركب إلا لعذر من مرض ونحوه، أو كان ممن يحتاج الناس إلى ظهوره ليستفتى ويقتدى بفعله. فإن طاف راكبًا بلا عذر جاز، ولكنه خلاف الأولى (يستلم الركن بمحجن) بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الجيم. هو عصا محنية الرأس. والحجن: الاعوجاج، وبذلك سمي الحجون. والمعنى أنه كان يومىء بعصاه إلى الحجر الأسود حتى يصيبه. وسيأتي في حديث أبي الطفيل: "ويقبل المحجن". وبه قال الجمهور: إن السنة إذا استلم الحجر باليد أو المحجن أو الشيء ولم يستطع تقبيل الحجر أن يقبل تلك اليد أو المحجن أو الشيء.
٢٥٤ - قوله: (لأن يراه الناس) فيقتدوا به ويتعلموا منه مناسك الحج وأعماله (وليشرف) أي يكون في موضع مرتفع فلا يحجب عن أحد (فإن الناس غشوه) أي ازدحموا عليه وكثروا حوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>