٣ - قوله: (أمر أميرًا) الفعل من باب التفعيل، أي جعله أميرًا، وولاه قيادة جيش (سرية) بالفتح فالكسر فالتشديد، هي قطعة من الجيش تخرج منه وتعود إليه، وهي من مائة إلى خمسمائة، فإن زاد عليها يقال له منسر، فإن زاد على الثمانمائة سمي جيشًا. قيل: سميت سرية لأنَّها كانت أصلًا تسري في الليل وتخفي ذهابها، ثم أطلقت على كلّ قطعة جيش خرجت ليلًا أو نهارًا، وفي اصطلاح أهل المغازي: هي جيش لَمْ يحضر فيه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (في خاصته) أي في حق نفسه خصوصًا (وَلَا تغلوا) من باب نصر من الغلول، وهو الخيانة في الغنيمة (وَلَا تغدروا) من الغدر، وهو نقض العهد وعدم الوفاء به (وَلَا تمثلوا) من بابي ضرب ونصر من المثلة، بضم الميم، وهي قطع أطراف القتيل من الأنف والأذن والمذاكير وغيرها (وليدًا) أي صبيًّا، والمراد من لَمْ يبلغ سن التكليف (أو خلال) وهي الخصال وزنًا ومعنى (وكف عنهم) أي أمسك عن قتالهم (ثم ادعهم إلى الإسلام) ثم هذه ليست للترتيب، بل لاستفتاح الكلام بتفصيل ما تقدم، والذي يدلُّ على ذلك هو قرينة السياق (ثم ادعهم إلى التحول ... إلخ) أي إلى الانتقال والهجرة، وهذا من تمام الخصلة الأولى (فإن هم أبوا فسلهم الجزية) هذه هي الخصلة الثانية من الخصال الثلاث، أي فإن أبوا قبول الإسلام فاطلب منهم الجزية. والجزية بالكسر فالسكون: ما يؤخذ من الذميين عوضًا عن حفظ =