للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَكَانَ فِي ذَاكَ الْجَيْشِ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ. وَقَالَ: جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَلَمْ يَشُكَّ.

بَابُ تَأْمِيرِ الْإِمَامِ الْأُمَرَاءَ عَلَى الْبُعُوثِ وَوَصِيَّتِهِ إِيَّاهُمْ بِآدَابِ الْغَزْوِ وَغَيْرِهَا

(١٧٣١) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ. (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَمْلَاهُ عَلَيْنَا إِمْلَاءً (ح) وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، (وَاللَّفْظُ لَهُ)، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ (يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ

بِتَقْوَى اللهِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ، فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ (أَوْ خِلَالٍ)، فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا، فَأَخْبِرْهُمْ


= بضم الميم وفتح الراء ثم ياء ساكنة ثم سين مكسورة (فقتل مقاتلتهم) أي الذين كانوا يصلحون للقتال منهم، يعني قتل بعضًا منهم. قال الواقدي: قتل منهم عشرة (وسبى سبيهم) أي أخذ ذراريهم ونساءهم (قال يحيى: أحسبه قال: جويرية. أو قال البتة: ابنة الحارث) البتة: الجزم واليقين، والمعنى أن يحيى شك في شيخه سليم بن أخضر أنه قال: جويرية بنت الحارث، أو قال فقط: ابنة الحارث. فأما أنه قال: "ابنة الحارث" فهذا متيقن لا شك فيه، وأما أنه سماها جويرية فهذا الذي يشك فيه، وقد أعتقها النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتزوجها، وجعل عتقها صداقها. وأعتق من أجله المسلمون مائة بيت من بني المصطلق، وقالوا: أصهار رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقعت هذه الغزوة لليلتين خلتا من شهر شعبان سنة خمس أو ست على اختلاف الأقوال. وفي الحديث دليل على جواز الهجوم قبل الدعوة والإيذان اكتفاء ببلوغ الدعوة العامة.
٣ - قوله: (أمر أميرًا) الفعل من باب التفعيل، أي جعله أميرًا، وولاه قيادة جيش (سرية) بالفتح فالكسر فالتشديد، هي قطعة من الجيش تخرج منه وتعود إليه، وهي من مائة إلى خمسمائة، فإن زاد عليها يقال له منسر، فإن زاد على الثمانمائة سمي جيشًا. قيل: سميت سرية لأنَّها كانت أصلًا تسري في الليل وتخفي ذهابها، ثم أطلقت على كلّ قطعة جيش خرجت ليلًا أو نهارًا، وفي اصطلاح أهل المغازي: هي جيش لَمْ يحضر فيه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (في خاصته) أي في حق نفسه خصوصًا (وَلَا تغلوا) من باب نصر من الغلول، وهو الخيانة في الغنيمة (وَلَا تغدروا) من الغدر، وهو نقض العهد وعدم الوفاء به (وَلَا تمثلوا) من بابي ضرب ونصر من المثلة، بضم الميم، وهي قطع أطراف القتيل من الأنف والأذن والمذاكير وغيرها (وليدًا) أي صبيًّا، والمراد من لَمْ يبلغ سن التكليف (أو خلال) وهي الخصال وزنًا ومعنى (وكف عنهم) أي أمسك عن قتالهم (ثم ادعهم إلى الإسلام) ثم هذه ليست للترتيب، بل لاستفتاح الكلام بتفصيل ما تقدم، والذي يدلُّ على ذلك هو قرينة السياق (ثم ادعهم إلى التحول ... إلخ) أي إلى الانتقال والهجرة، وهذا من تمام الخصلة الأولى (فإن هم أبوا فسلهم الجزية) هذه هي الخصلة الثانية من الخصال الثلاث، أي فإن أبوا قبول الإسلام فاطلب منهم الجزية. والجزية بالكسر فالسكون: ما يؤخذ من الذميين عوضًا عن حفظ =

<<  <  ج: ص:  >  >>