للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}

(٠٠٠) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ , قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَحَرَّقَ. وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ:

وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... ... حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ

وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتْ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا}» الْآيَةَ.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: «حَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ.»

بَابُ تَحْلِيلِ الْغَنَائِمِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَاصَّةً

(١٧٤٧) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، (وَاللَّفْظُ لَهُ). حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ، وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا، وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا، وَلَا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أَوْ خَلِفَاتٍ، وَهُوَ مُنْتَظِرٌ وِلَادَهَا. قَالَ: فَغَزَا، فَأَدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ، وَأَنَا


٣٠ - قوله: (ولها يقول حسان) أي فيها، أو عنها (سراة) بفتح السين وتخفيف الراء، جمع سري، وهو الرئيس (بني لؤي) يريد قريشًا، ولؤي هو حفيد فهر الملقب بقريش (مستطير) أي مشتعل، صفة لقوله: "حريق" وإنما قال حسان ذلك تعييرًا لقريش؛ لأنهم كانوا أغروهم بنقض العهد، وأمروهم به، ووعدوهم أن ينصروهم إن قصدهم النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلم ينصروهم.
٣٢ - قوله: (غزا نبي من الأنبياء) أي أراد أن يغزو، وهذا النَّبِيّ هو يوشع بن نون على ما رواه الحاكم عن طريق كعب الأحبار، وذلك حين سار إلى فلسطين عبر نهر الأردن (ملك بضع امرأة) أي نكحها، والبضع بالضم فالسكون، يطلق على الفرج والتزويج والجماع، وأولاها هنا المعنى الثاني (أن يبني بها) أي يدخل عليها (ولما يبن) أي لما يدخل، والتعبير بلما يشعر بتوقع ذلك (ولما يرفع سقفها) بضمتين جمع سقف (خلفات) بفتح فكسر جمع خلفة، وهي الحامل من النوق، وقد يطلق على غير النوق (وَلَادها) أي نتاجها، وهو بكسر الواو، مصدر ولد ولادا وولادة (فأدنى) أي اقترب أو قرب جيوشه (للقرية) وهي أريحا على ما في رواية الحاكم المذكورة، وهي أول قرية فتحها يوشع، وتقع على بعد خمسة كيلومترات من نهر الأردن غربًا (فقال للشمس) في رواية الحاكم "أنه وصل إلى القرية وقت عصر يوم الجمعة، فكادت الشمس أن تغرب ويدخل الليل، ومعلوم أنهم لَمْ يكن يجوز لهم أي عمل بعد دخول ليلة السبت إلى نهاية يوم السبت، فلذلك استعجل الحرب قبل غروب الشمس، وقال: "أنا مأمور" (أحبسها عليّ شيئًا) إما بتوقيفها =

<<  <  ج: ص:  >  >>