٩ - قوله: (في يوم شديد الحر) السياق واضح في كون هذا الكسوف يوم مات إبراهيم، واتفق أهل السير والرجال أنه مات سنة عشر من الهجرة مع اختلافهم الكبير في الشهر الذي مات فيه، وقد وصل الباحثون في علم الفلك أن الشمس لم تنكسف في هذه السنة إلا مرة واحدة، في يوم ٢٨، أو ٢٩ شوال سنة ١٠ هـ في الساعة الثامنة و ٣٠ دقيقة صباحًا وهو يوافق لليوم الـ ٢٧ من شهر يناير سنة ٦٣٢ م، لكنه شهر يشتد فيه البرد، والمذكور في هذا الحديث أنه وقع في يوم شديد الحر، نعم ذكر العلامة محمد سليمان سلمان المنصور فوري - رحمه الله - في كتابه "رحمة للعالمين" جدولًا للكسوفات التي وقعت في زمن النبوة في عهديه المكي والمدني، ولكنه لم يبين ما كان يمكن رؤيته منها في مكة والمدينة، وقد ذكر كسوفًا في ٢٨ من شهر ربيع الآخر سنة ٩ هـ وهو يوافق ليوم ١٣ أغسطس سنة ٦٣٠ م، وهو شهر يشتد فيه الحر، إلا أنه في سنة ٩ هـ وأهل السير والرجال يقولون بوفاة إبراهيم سنة ١٠ هـ فلا أدري من أين وقع اللبس والوهم؟ ! أمن أهل السير والرجال أم من بعض رواة الحديث؟ (ثم رفع) رأسه من الركوع الثاني (فأطال) وهذه الإطالة لم يقل به أحد من الفقهاء. قال النووي: يجاب عن هذه الرواية بجوابين، أحدهما أنها شاذة مخالفة لرواية الأكثرين فلا يعمل بها، والثاني أن المراد بالإطالة تنفيس الاعتدال ومده قليلًا، وليس المراد إطالته نحو الركوع (فكانت أربع ركعات) أي أربع ركوعات (تولجونه) بالبناء للمفعول، أي تدخلونه من جنة ونار وقبر ومحشر وغيرها (قطفًا) أي عنقودا، وقد تقدم (في هرة لها) أي بسبب هرة لها (خشاش الأرض) بفتح الخاء، قيل: ويجوز ضمها وكسرها، وهي الهوام والحشرات، قيل: وصغار الطير (يجر قصبه) بضم القاف وإسكان الصاد، أي أمعاءه، وعمرو بن مالك هذا هو عمرو بن لحي الخزاعي الذي سبق ذكره. ( ... ) قوله: (امرأة حميرية) بكسر الحاء وسكون الميم ثم ياء مفتوحة وبعدها راء مكسورة ثم ياء مشددة، نسبة إلى حمير، قبيلة معروفة من أهل اليمن، وهي ليست من بني إسرائيل، وليست بينهما أي علاقة، فهذه الرواية=