( ... ) قوله: (لا يتحات ورقها) أي لا يتساقط ولا يتناثر كما يتحات أوراق عامة الأشجار قبل الربيع (قال إبراهيم) بن محمد بن سفيان أبو إسحاق تلميذ الإمام مسلم وراوي كتابه عنه (لعل مسلمًا قال: وتؤتي أكلها ... إلخ) يريد أن الموجود عنده وعند غيره في هذه الرواية "ولا تؤتي أكلها كلّ حين" وحيث إنه لا يصح معنى فظن إبراهيم أن مسلمًا رواه "وتؤتي أكلها" بإسقاط لا، وأن إبراهيم وزملاءه أخطئوا فزادوا فيه "لا"، وليس الأمر كما زعم إبراهيم، بل "لا" ثابتة في الرواية، داخلة على محذوف، فيتوقف عليها حتى يفهم أن معموله محذوف، ثم يستأنف فيقال "تؤتي أكلها" وتوضحه رواية البخاري في التفسير عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: أخبروني بشجرة كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا ولا، أي ولا ينقطع ثمرها ولا يعدم فيؤها ولا يبطل نفعها، أو نحو ذلك، وإنما نشأ الوهم لإبراهيم لأنَّ "لا" لَمْ تقع في رواية مسلم إلَّا مرّة واحدة، فظنها داخلة على "تؤتي أكلها" وليس كذلك، بل هي مستقلة داخلة على محذوف. ٦٥ - قوله: (قد أيس أن يعبده المصلون) بأن يرتدوا عن الإسلام ويعودوا إلى الكفر أو يضلوا عن دعوة التوحيد، والمراد نفي عودتهم إلى عبادة الشيطان حسب ما كانوا عليه في الجاهلية، وليس المراد نفيها إطلاقًا حتى عن بعضهم (في التحريش بينهم) أي في الإغراء بينهم بالعداوة والخصومات وبالحروب والفتن.