٦٧ - قوله: (فأدناهم منه منزلة) أي أقربهم منه منزلة، ومن يكون أقرب يكون أعظم (نعم أنت) نعم ضد لا، أو نعم ضد بئس (فيلتزمه) أي يضمه إلى نفسه ويعانقه. ٦٩ - قوله: (قرينه من الجن) أي الشيطان، سمي الشيطان جنًّا لاجتنانه أي استتاره عن أعين الإنس، أو لأنَّ الجن والشياطين فرعان من أصل واحد، ومعنى توكيله به أنه يوسوسه ويحاول إغواءه وإضلاله (فأسلم) برفع الميم بصيغة المضارع للمتكلم، أي فأسلم أنا من شره وإغوائه وفتنته، وقيل: "أسلم" بفتح الميم بصيغة الماضي من الإسلام، أي أسلم قريني، يعني استسلم وانقاد، أو دخل في الإسلام وصار مسلمًا مؤمنًا، وهذا المعنى الأخير أبعد، لأنَّ من دخل في الإسلام ليس له أن يأمر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بل عليه أن يأتمره، أي يتلقى منه الأمر ويمتثله. ( ... ) قوله: (قرينه من الجن) يوسوسه بالسوء ويرغبه فيه (وقرينه من الملائكة) يلقي في قلبه الخير، ويدعوه إليه، ويرغبه فيه.