٥ - قوله: (حتى يرى بياض إبطيه) الإبط: باطن المنكب، أي إنه كان يبالغ في رفع اليدين في دعاء الاستسقاء على القدر المعتاد، أما أن المراد بالدعاء هنا دعاء الاستسقاء فللحديث الآتي. ٦ - قوله: (فأشار بظهر كفيه إلى السماء) على عكس ما هو المتعارف في الدعاء، وذلك للتفاؤل بتقليب الحال، كما ورد في تحويل الرداء، وقيل: لإشارة السؤال من الله بأن يجعل بطن السحاب إلى الأرض لينصب ما فيه من المطر، كما أن الكف إذا جعل وجهها أي بطنها إلى الأرض انصب ما فيها من الماء. ٧ - ظاهر هذا الحديث نفي رفع اليدين في كل دعاء غير الاستسقاء، وهو معارض بالأحاديث الثابتة في الرفع في غير الاستسقاء، وهي كثيرة، ويجمع بحمل النفي إما على الرفع البليغ، أي ما كان يبالغ في رفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، ويدل عليه قوله: "حتى يرى بياض إبطيه"، وإما على صفة الدين، أي ما كان يرفع يديه بجعل ظهرهما إلى السماء إلا في الاستسقاء وهو ما سيأتي. ٨ - قوله: (نحو دار القضاء) وهي دار عمر التي بيعت بعده في قضاء دينه، وكان على عمر بن الخطاب رضي الله عنه دين قدره ستة وثمانون ألفا، فأوصى - حين ضربه أبو لؤلؤ - ابنه عبد الله أن يباع فيه ماله، فإن عجز ماله استعان بيني عدي، ثم بقريش، فباع عبد الله بن عمر هذه الدار لمعاوية، وباع مالا كان لعمر بالغابة وقضى دينه. وقيل: سميت دار القضاء لأن عبد الرحمن بن عوف اعتزل فيها ليالي الشورى حتى قضى الأمر بنصب عثمان خليفة للمسلمين. والباب الذي في جهة هذه الدار هو باب الرحمة في الجدار الغربي للمسجد النبوي، وكانت دار القضاء غرب جنوب هذا الباب. (هلكت الأموال) أي الإبل والمواشي لأنها لا تجد ما ترعى لأجل الجدب والقحط (وانقطعت السبل) لأن الناس والدواب لا يجدون في الطريق ما يحتاجون إليه من الماء والقوت والكلأ، وقيل: المراد نفاد ما عند الناس من الطعام أو قلته، فلا يجدون ما يجلبونه من الأسواق (يغثنا) أي ينزل علينا الغيث وهو المطر، وهو بضم الياء، =