١٦٣ - قوله: (رباط يوم وليلة) الرباط بكسر الراء وبالباء الموحدة الخفيفة، ملازمة المكان الذي بين المسلمين والكفار، لحراسة المسلمين منهم، وأصله أن يربط هؤلاء خيلهم وهؤلاء خيلهم استعدادا للقتال، ثم أطلق على الإقامة بالثغور استعدادًا للقتال سواء كانت معها الخيول أو لم تكن (خير من صيام شهر وقيامه) لأن نفع الصيام والقيام يختص بنفسه، ونفع الرباط يعم الأمة كلها، وربما يساعد ملايين الرجال والنساء على صيام سنوات وقيامها، فأين نفع الصيام والقيام بجنب نفع الرباط (وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله) لأن عمل رباطه وإن انقطع بالموت ولكن نفعه وأثره في معظم الأحوال يمتد إلى سنوات طويلة، فصار مثل الصدقة الجارية (وأمن الفتان) بضم الفاء جمع فاتن، أو بفتح الفاء، صيغة المبالغة من الفتنة، والمراد به من يفتن الميت في القبر، أي يحاسبه عن ربه ودينه ونبيه، ويترتب عليه النعمة أو العقاب.