٣٤ - قوله: (بعث يوم حنين سرية) السرية طائفة من الجيش ترسل إلى العدو، واصطلح أهل السير على أنَّها ما لَمْ يكن فيها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ٣٦ - قوله: (ابن أخي: عتبة بن أبي وقاص) وكان عتبة قد زنى بأمها، فكان يدعي أن ولدها من زناه، ويستدل عليه بكون الولد مشابها له، وعهد إلى أخيه سعد قبل أن يموت أن يأخذه على هذا الأساس، وكانت أم هذا الولد أمة لزمعة يطأها على أنَّها أمته، ثم مات زمعة، وهي حبلى فادعى عبد بن زمعة أنه أخوه؛ لأنه ولد على فراش أبيه أي من أمه. فوقع الخصام بينه وبين سعد (هو لك يا عبد) اللام للاختصاص أي هو أخوك، صرح بذلك في صحيح البخاري في رواية عائشة في المغازي، وإنما ألحقه بزمعة مع كونه شبيها بعتبة جريًا على القاعدة التي بينها، وهي (الولد للفراش) أي لصاحب الفراش، أي لمن كانت المرأة فراشًا له، وهو الزوج أو المولى، فإنَّما سميت المرأة فراشًا لأنَّ الرجل يفترشها (وللعاهر الحجر) أي للزاني الخيبة والحرمان، ولا حظ له في الولد، ولو وجد فيه شبه بالزاني، حتى لو انتفى صاحب الفراش من الولد مع شروطه ينسب الولد إلى أمه، ولا ينسب إلى الزاني. وقيل: معنى قوله: "وللعاهر الحجر" أنه يرجم بالحجارة، ولكن يرد عليه أنه ليس كلّ زان يرجم. وقد يقال: يكفي لصدقه أنه يرجم أحيانًا (واحتجبي منه يا سودة) إنما أمرها بالحجاب مه مع إلحاقه بزمعة - وبذلك يكون هو أخًا لسودة - لكونه واضح الشبه بعتبة. فكان إلحاقه بزمعة قانونًا، وأمر سودة بالحجاب نظرًا إلى أصله الذي ينم عنه الشبه، وهو أنه ولد عتبة. (القائف) هو من يستدل بالخلقة على النسب، ويلحق الفروع بالأصول بالشبه والعلامات. اسم فاعل من =