للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدَعِيِّ: أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ. وَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَى حَدِيثِهِمْ.

بَابُ تَحْرِيمِ الذَّبْحِ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى وَلَعْنِ فَاعِلِهِ

(١٩٧٨) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، كِلَاهُمَا عَنْ مَرْوَانَ قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ قَالَ: «كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ، قَالَ: فَقَالَ: مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قَالَ: لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «قُلْنَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: مَا أَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا كَتَمَهُ النَّاسَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ

مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ الْمَنَارَ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، (وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالَا:


( ... ) قوله: (الحمام) بتشديد الميم، موضع يبنى للاغتسال، أصله من الحميم، وهو الماء الحار، سمي بالحمام لأنهم كانوا يغتسلون فيه بالماء الحار، ثم عم في كل مغتسل (فاطلى فيه ناس) أي لطخوا شعر عانتهم بالنورة وأزالوه بها (قد نسي وترك) أي نسيه الناس وتركوا العمل به.
٤٣ - (ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسر إليك؟ ) إنما سأله عن ذلك لأن الشيعة - الذين سموا فيما بعد بالروافض - كانوا يقولون إن عنده علمًا لا يعلمه الأولون والآخرون، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسر به إليه (فغضب) على هذا الإفك المبين والكذب المشين (غير أنه قد حدثني ... إلخ) هذا استثناء منقطع، لأن هذه الأمور الأربعة لا تختص بعلي رضي الله عنه، بل تعم جميع الأمة (لعن الله من لعن والده) لأنه من أكبر كفران النعم وأسوأ جزاء لإحسانه (ولعن الله من ذبح لغير الله) لهذا الذبح صورتان، إحداهما أن يذبح باسم غير الله من صنم أو صليب أو نبي أو ولي أو صاحب ضريح أو غير ذلك، والثانية أن يذبح باسم الله، ولكن يقصد به التقرب إلى غير الله، وعلامة التقرب إلى ذلك الغير أن لا يكون المقصود من الذبح إطعامه، بل يكون المقصود طلب رضاه، ويأكله الآخرون، ومثال ذلك من يذبح الحيوان على قبور المشايخ باسم الله، يريد بذلك رضاهم ويطعمه الفقراء، فهذا الحيوان وإن كان قد ذبح باسم الله ولكنه ذبح لغير الله، وهو حرام لورود اللعن عليه، وشرك لأن التقرب بذبح الحيوان عبادة، وعبادة غير الله شرك لا شك فيه (من آوى محدثًا) بكسر الدال وفتحها، فمعنى الكسر من نصر جانبًا وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يقتص منه، ومعنى الفتح الشيء المبتدع نفسه، ومعنى إيوائه الرضا به والصبر عليه، فإن فيه إقرارًا لفاعله (منار الأرض) بفتح الميم: العلامة تجعل بين الحدين. وإنما لعن عليه لأنه سبيل لغصب الأرض، وهو كثير الوجود مع كونه من الكبائر الشنيعة فشدد في الكف عنه.
٤٥ - قوله: (قراب سيفي) بكسر القاف: وعاء من جلد، ألطف من الجراب، يوضع فيه السيف بغمده وما خف من الآلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>