للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: صُمْ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: صُمْ أَفْضَلَ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ صَوْمَ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، - جَمِيعًا - عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: «قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَا تَفْعَلْ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَلِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، صُمْ وَأَفْطِرْ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَكَانَ يَقُولُ: يَا لَيْتَنِي أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ».

بَابُ اسْتِحْبَابِ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ وَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ

(١١٦٠) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ «أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ لَهَا: مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ».

(١١٦١) وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

أَسْمَاءَ الضُّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ وَهُوَ ابْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: (أَوْ قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَسْمَعُ) يَا فُلَانُ أَصُمْتَ مِنْ سُرَّةِ هَذَا الشَّهْرِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِذَا أَفْطَرْتَ، فَصُمْ يَوْمَيْنِ».


= على المهم من الأول والأخير، أو أن ذلك اختصار من بعض الرواة.
١٩٤ - قولها: (يصوم من كل شهر ثلاثة أيام) وهذا أقل ما كان يقتصر عليه (لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم) أي لم يكن يهتم للتعيين، بل كان يصومها بحسب ما يقتضي رأيه الشريف. فما روي أنه كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام، وأنَّه كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، وأنَّه كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى، وأنَّه كان لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر، فيحمل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل هذا تارة وهذا تارة، توسعة على الأمة وبيانا للجواز، فحدث كل صحابي بما رأى، ورأت عائشة رضي الله عنها. جميع ذلك وغيره فأطلقت، ومعناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يواظب على ثلاثة معينة، حتى لا يظن تعيينها، ولا تتضيق على الأمة.
١٩٥ - قوله: (قال له، أو قال لرجل وهو يسمع) هذا الشك من مطرف الراوي عن عمران. قال الحافظ: ورواه أحمد من طريق سليمان التيمي به "قال لعمران" بغير شك. انتهى (أصمت من سرة هذا الشهر) وسيأتي في الباب التالي أنه قال: "أصمت من سرر شعبان" ففيه تعيين الشهر، واختلف في معنى سرة الشهر فقيل: وسطه، لأن السرة وسط قامة الإنسان، ورجحه النووي. وقال عامة العلماء معناه معنى سرر الشهر، وهو آخره، لأن الحديث واحد روي باللفظين، فلا يصح الاختلاف في معناهما، واستشكل بأن الصوم في آخر شعبان يكون مستقبلًا لرمضان. وقد ورد =

<<  <  ج: ص:  >  >>