٢٠٧ - قوله: (تفشغ بالناس) أي فشا وانتشر بينهم، يريد أنه عم حوله البحث والجدل، وافترق لأجله الناس. ٢٠٨ - قوله: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: ٣٣] يعني محل الهدي وانتهاؤه إلى البيت العتيق، وهو الكعبة، ومعناه أنه لا ينحر إلا في الحرم، فإذا وصل الحرم فقد وصل إلى آخر مكانه، وليس بعد ذلك إلا النحر، ولكن ليس معناه أنه ينحر بمجرد الوصول إلى الحرم، ولا ينتظر اليوم الذي قرره الله للنحر، ثم الآية ليس فيها دليل لما ذهب إليه ابن عباس، فإن الآية ليس فيها تعرضٌ للتحلل من الإحرام، ولو حملت على التحلل من الإحرام يلزم أن يحل الذي يسوق الهدي بمجرد وصول هديه إلى الحرم لا بالطواف (فإن ذلك بعد المعرف) اسم مفعول من التعريف أي إن نحر الهدي بعد الوقوف بعرفة، فليكن الحل كذلك بعد الوقوف بعرفة (كان ابن عباس يقول: هو) أي التحلل من الإحرام (بعد المعرف) أي الوقوف بعرفة (وقبله) وقد عرفت أنه لا متمسك له في الآية (وكان يأخذ ذلك من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ... إلخ) ولا دلالة له فيه أيضًا، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بفسخ الحج إلى العمرة في تلك السنة فلا يكون دليلًا في تحلل من هو ملتبس بإحرام الحج، والله أعلم. ٢٠٩ - قوله: (بمشقص) هو سهم فيه نصل، قيل: طويل. وقيل: عريض. وقيل: المراد به هنا المقص. وقول ابن عباس (لا أعلم هذه إلا حجة عليك) لأن معاوية كان ينهى عن التمتع. ومعنى تقصيره - صلى الله عليه وسلم - رأسه على المروة أنه تحلل من عمرته، فكان متمتعًا. ففيه حجة على معاوية. لكن الحق أن تقصيره - صلى الله عليه وسلم - هذا لم يكن في حجة الوداع، بل كان في عمرة الجعرانة، لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان في حجة الوداع قارنًا. ولم يحل من عمرته، كما سبق في حديث حفصة =