١٢٢ - قوله: (في شعب) بكسر فسكون، هو الموضع المنفرج بين جبلين، وإنما ذكر الشعب لأن ذلك في الأغلب يكون خاليًا من الناس، فكل موضع يبعد عن الناس فهو داخل في هذا المعنى، وإنما جعل الجهاد أفضل الأعمال، أي بعد أداء الواجبات العينية، لأن فيه بذل النفس والمال لإعلاء كلمة الله، وليس لذاته، ولما فيه من النفع المتعدي، وإنما جعل المؤمن المعتزل يتلو المجاهد في الفضيلة لأن الذي يخالط الناس لا يسلم من ارتكاب الآثام غالبًا، وقد أفادت الأحاديث أن فضل الاعتزال هذا مقيد بزمن وقوع الفتن، وليس عامًّا لجميع الأحوال. ١٢٥ - قوله: (من خير معاش الناس لهم، رجل ... إلخ) أي من خير طرق عيش الناس طريق رجل ... إلخ، فهذا مثل قوله تعالى {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} الآية [البقرة: ١٨٩] (ممسك عنان فرسه) بكسر العين أي زمامه أو لجامه، يريد أنه مراقب لحركات العدو، متأهب للقائه، ومستعد لقتاله، وهذا إنما يحصل بالرباط على الثغور =