للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٢١٧) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْقِهِ عَسَلًا. فَسَقَاهُ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَال: إِنِّي سَقَيْتُهُ عَسَلًا فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا! فَقَالَ لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَةَ فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلًا. فَقَالَ: لَقَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ! فَسَقَاهُ فَبَرَأَ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ (يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ)، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي عَرِبَ بَطْنُهُ! فَقَالَ لَهُ: اسْقِهِ عَسَلًا -» بِمَعْنَى حَدِيثِ شُعْبَةَ.

بَابُ الطَّاعُونِ وَالطِّيَرَةِ وَالْكَهَانَةِ وَنَحْوِهَا

(٢٢١٨) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَبِي النَّضْرِ مَوْلَى

عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ «أَنَّهُ سَمِعَهُ يَسْأَلُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّاعُونِ؟ فَقَالَ أُسَامَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الطَّاعُونُ رِجْزٌ، أَوْ عَذَابٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ.»

وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: لَا يُخْرِجُكُمْ إِلَّا فِرَارٌ مِنْهُ.

(٠٠٠) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ (وَنَسَبَهُ ابْنُ قَعْنَبٍ فَقَالَ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ)، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي


٩١ - قوله: (استطلق بطنه) أي مشى وكثر خروج ما فيه، يريد الإسهال (صدق الله) في قوله عن النحل والعسل: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: ٦٩] (وكذب بطن أخيك) أي لم يصلح لقبول الشفاء بل زل عنه وأخطأه، فالكذب بمعنى الخطأ، وهو شائع في لغة أهل الحجاز. وإنما أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بتكرار سقي العسل مع أنه كان قد أصابه الإسهال، والعسل أيضًا مسهل، لأنه ليس بمجرد مسهل، بل هو مسهل مصلح، يعني أنه يدفع الفضلات والرطوبات الفاسدة عن المعدة، فإذا تم هذا فإنه يترك المعدة على صفاء صالحة لقبول الغذاء.
( ... ) قوله: (عرب بطنه) بعين مهملة وراء مكسورة، أي فسد هضمه لاعتلال المعدة.
٩٢ - قوله: (الطاعون) غدة تخرج في المراق والآباط، وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله، تكون مؤلمة جدًّا، ويسود ما حولها أو يخضر أو يحمر حمرة شديدة بنفسجية كدرة، يموت لأجلها الإنسان غالبًا في أقرب وقت بعد الخروج، ولا يسلم إلا نادرًا، وهو وباء إذا نزل بأرض يعم أهلها وقل من ينجو منه (رجز) هو العذاب (فلا تقدموا عليه) لأن الغالب أن جراثيم هذا المرض منتشرة في تلك الأرض، فالقدوم إليها تعرض للبلاء (فلا تخرجوا فرارًا منه) لأنه لا يصيب أحدًا إلا بإذن الله وتقديره. ففي الحديث جمع بين النهي عن التعرض للأسباب المهلكة وبين الأمر بالتوكل على الله والتمسك بقدره (قال أبو النضر: لا يخرجكم إلا فرار منه) هذا بظاهره يناقض ما سبق، وأحسن ما وجه به هذا أنه بيان لقوله: "فلا تخرجوا فرارًا منه" يعني لا تخرجوا إذا وقع الطاعون بحيث لا يخرجكم إلا فرار منه، ومعناه أنه إذا كان لخروجكم سبب آخر غير الفرار فلا بأس بالخروج، مثل التجارة وطلب العلم ونحو ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>