١١٢ - قوله: (فليجتنب الوجه) فإنه أشرف الأعضاء وأعزه وألطفه، وقليل من العيب فيه أشد من كثير العيب في أعضاء أخرى. ١١٥ - قوله: (فإن الله خلق آدم على صورته) اختلفوا شديدًا في تأويل هذا الحديث، فقيل: الضمير يرجع إلى الله، فيكون هذا من أحاديث الصفات، ومذهب السلف الإيمان بها كما وردت من غير تكييف ولا تعطيل ولا نفي ولا تمثيل، لكن يرد على هذا في هذا الحديث أن آدم لو كان مخلوقًا على صورة الله لحصل بين الصورتين تشابه، فلا يمكن نفي التشبيه، وقول السلف يوجب نفي التشبيه، وقيل: إضافة الصورة إلى الله إضافة تشريف واختصاص، مثل ناقة الله وبيت الله. وقيل: الضمير في "صورته" يرجع إلى آدم. قالوا: إذن لا فائدة فيه، لأن كل أحد خلق على صورته، يقال: فائدته التنبيه على أن آدم خلق على هذه الصورة من أول يوم، وليس أنه خلق على صورة أخرى، ثم تدرج وارتقى حتى وصل إلى هذه الصورة، ففيه رد لطيف على الارتقائيين القائلين أن الإنسان خُلق على صورة القرد ثم ارتقى إلى هذه الصورة والهيئة خلال آلاف السنين، وقيل: الضمير في "صورته" يرجع إلى هذا الرجل المضروب. ولا إشكال فيه من حيث المعنى.