١١٤ - قوله: (قد ودع محمد) بصيغة المجهول من التوديع، أي تَرَكَ تَرْكَ المُوَدِّع، ومعلوم أن التوديع يكون مع الفراق والمتاركة. قال المشركون ذلك على سبيل الشماتة والفرح على ما حدث له - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {وَالضُّحَى} هو النهار كله في قول الفراء {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} أي أظلم وركد في طوله {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} أي ما تركك ولا أبغضك. ١١٥ - قوله: (فجاءته امرأة) هي أم جمجل بنت حرب امرأة أبي لهب وأخت أبي سفيان، وفي الحديث السابق "فقال المشركون" ولا مخالفة، إذ يجوز أن تكون قالت المرأة، وقال المشركون أيضًا، أو أطلق الجمع على أنَّ القائل كان واحدًا، والباقون كانوا راضين بما وقع من ذلك الواحد (قربك) بكسر الراء من باب سمع، ومنه {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} [النساء: ٤٣] وأما قرب بالضم فهو لازم. ( ... ) قوله: (أخبرنا الملائي) بضم الميم وتخفيف اللام، هو أبو نعيم الفضل بن دكين. ١١٦ - قوله: (على إكاف) هو للحمار بمنزلة السرج للفرس (قطيفة) كساء غليظ (فدكية) منسوبة إلى فدك بفتحتين، قرية مشهورة في شرق خيبر على بعد يومين، تعرف اليوم بحائط في منطقة حائل (فيهم عبد الله بن أبي) وكان يومئذ على الكفر الصريح، ولم يكن تظاهر بعد بالإسلام (عجاجة الدابة) بفتح العين وتخفيف الجيم أي غبارها الذي ثار من مشيها (خمر) ماض من التخمير، أي غطى (لا تغبروا علينا) من التغبير، أي لا تثيروا الغبار علينا (لا أحسن من هذا ... إلخ) أي ليس شيء أحسن مما تعرضه، ولكنا نتأذى بتدخلك به في مجالسنا فلا تؤذنا به (وارجع إلى رحلك) أي منزلك (حتى هموا أن يتواثبوا) أي أن يثب بعضهم على بعض فيقتتلوا (يخفضهم) أي يسكنهم حتى سكنوا (أهل هذه البحيرة) بضم الباء على التصغير، وفي صحيح البخاري في التفسير "البحرة" وهذا اللفظ يطلق على القرية وعلى =