للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ - وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ».

(٢٤١٨) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدَةُ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: أَبَوَاكَ وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَزَادَ: تَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَالزُّبَيْرَ.

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: كَانَ أَبَوَاكَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ.»

بَابُ فَضَائِلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

(٢٤١٩) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ. (ح) وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ».

(٠٠٠) حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ «أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا السُّنَّةَ


٥١ - قولها: (أبواك) تريد الزبير بن العوام وأبا بكر الصديق، فأما الزبير فكان أبوه المباشر، وأما أبو بكر فكان جده من جهة الأم، وإطلاق لفظ الأب على الأجداد معروف (من بعد ما أصابهم القرح) أي الجراح. وكانت القصة عقب غزوة أُحد، أصيب المسلمون في غزوة أُحد بالقتل والجراح، ورجعت قريش إلى بلادهم والمسلمون إلى المدينة، ثم رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطاردهم، حتى لا يرجعوا إلى المدينة من الطريق، فلما أصبح نادى مناديه - صلى الله عليه وسلم - في الناس بطلب العدو، وأن لا يخرج معه إلا من حضر بالأمس، فانتدب الناس، وذهب بهم إلى حمراء الأسد على ثمانية أميال من المدينة، ومكث أيامًا حتى ارتحل العدو إلى مكة، وكان العدو بالروحاء على ستة وثلاثين ميلًا من المدينة. ولا شك أن الموقف كان صعبًا جدًّا بالنسبة للمسلمين، ولا سيما بعدما أصيبوا في أُحد. ولذلك مدحهم الله، ووعد لهم بالأجر العظيم، وأنهم انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم. وقد زاد في رواية البخاري في هذا الحديث بيانًا لمعنى هذه الآية أن المشركين لما انصرفوا وخاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرجعوا "قال: من يذهب في أثرهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلًا. قال: كان فيهم أبو بكر والزبير". وهذا أخص مما سبق، فكأن هؤلاء كانوا طليعة، فهم أول من تصدق عليهم الآية.
٥٣ - قوله: (أمينا) هو الثقة الرضي، وهذه الصفة مشتركة بين أبي عبيدة وبين غيره من الصحابة، ولكن وصفه بها يشعر بأن له فيها فضلًا على غيره. وقد خص النبي - صلى الله عليه وسلم - كل واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها، فأشعر بقدر زائد فيها على غيره كالحياء لعثمان، والقضاء لعلي، والرحمة لأبي بكر، والشدة لعمر ونحو ذلك (أيتها الأمة) صورته صورة النداء، ولكنه للتخصيص، فهو منصوب على الاختصاص، ويجوز الرفع على النداء.
٥٤ - في الحديث التالي وكذا في صحيح البخاري في المناقب والمغازي أن الذين طلبوا إرسال أحد من =

<<  <  ج: ص:  >  >>