٥٣ - قوله: (سوء القضاء) القضاء ما حكم الله به في الأزل وقدره من خير أو شر، والتعوذ منه لا يعارض أن ما سبق في القدر لا يرد، لاحتمال أن يكون مما قضى، فقد يقضي على المرء مثلًا بالبلاء، ويقضي أنه إن دعا كشف، فالقضاء محتمل للدافع والمدفوع، وفائدة الاستعاذة والدعاء إظهار العبد حاجته لربه وتضرعه إليه (درك الشقاء) بفتح الدال والراء، ويجوز سكون الراء، وهو الإدراك واللحاق. والشقاء: الهلاك وما يؤدي إلى الهلاك (ومن شماتة الأعداء) فرحهم ببلية تنزل بالمعادي فينكأ قلبه، ويبلغ من النفس أشد مبلغ (ومن جهد البلاء) الجهد بفتح الجيم وبضمها: المشقة، والبلاء بالفتح والمد، وجهد البلاء كل ما أصاب المرء من شدة ومشقة وما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه (قال سفيان: أشك أني زدت واحدة منها) قال الحافظ: أخرجه الجوزقي من طريق عبد الله بن هاشم عن سفيان فاقتصر على ثلاثة. ثم قال: قال سفيان: وشماتة الأعداء. وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق ابن أبي عمر عن سفيان، وبين أن الخصلة المزيدة هي شماتة الأعداء، وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق شجاع بن مخلد عن سفيان مقتصرًا على الثلاثة دونها، وعرف من ذلك تعيين الخصلة المزيدة. قال: ويجاب عن النظر بأن سفيان كان إذا حدث ميزها، ثم طال الأمر فطرقه السهو عن تعيينها، فحفظ بعض من سمع تعيينها منه قبل أن يطرقه السهو، ثم كان بعد أن خفي عليه تعيينها يذكر كونها مزيدة مع إبهامها، ثم بعد ذلك إما أن يحمل الحال حيث لم يقع تمييزها لا تعيينا ولا إبهامًا أن يكون ذهل عن ذلك، أو عين أو ميز فذهل عنه بعض من سمع. انتهى.