٦١ - قوله: (حتى يهم رب المال) ضبط "يُهِم" بضم الياء وكسر الهاء، ورب المال بالنصب مفعوله، وفاعله قوله: "من يقبله" أي يحزن رب المال ويقلقه أنه لا يجد من يقبل الصدقة حتى يعطيها له. وضبط "يهم" بفتح الياء وضم الهاء، فرب المال فاعله، و"من يقبله" مفعوله، أي يقصد رب المال ويبحث عمن يقبل صدقته، يعني فلا يجده (لا أرب لي فيه) أي لا حاجة لي في هذا المال الذي تعرضه عليّ. ٦٢ - قوله: (تقيء الأرض) أي تخرج ما في جوفها (أفلاذ كبدها) الأفلاذ جمع فلذ ككتف، والفلذ جمع فلذة، وهي قطعة من الكبد أو اللحم وغيره، سمي الذهب والفضة في هذا الحديث بأفلاذ كبد الأرض لأن الكبد من أطيب أجزاء الحيوان، ومعلوم أن الذهب والفضة من أطيب أجزاء الأرض (أمثال الأسطوان) جمع أسطوانة، وهي السارية والعمود، شبه بها في العظم والكبر. ومعنى الحديث أن الأرض تخرج ما في جوفها من قطع الذهب والفضة. ٦٣ - قوله: (من طيب) أي حلال (أخذها الرحمن بيمينه) عبارة عن غاية الرضا والقبول. وذكر اليمين للتشريف والتعظيم، وكلتا يدي الرحمن يمن (فتربو) أي تكبر وتزيد. قال تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} [الروم: ٣٩] (فلوه) بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو، قيل: ويجوز كسر الفاء وسكون اللام كجرد، وهو ولد الفرس حين يفلى أي يفطم، وهو حينئذ يحتاج إلى تربية غير الأم، وقيل: هو كل فطيم من ذات حافر، والجمع أفلاء كعدو وأعداء (أو فصيله) هو ولد الناقة إذا فصل من إرضاع أمه، فعيل بمعنى مفعول، كجريح وقتيل بمعنى مجروح ومقتول.