١٩٦ - قوله: (مسلم القري) بضم القاف وتشديد الراء، منسوب إلى بني قرة حي من عبد القيس. وقيل: بل كان ينزل قنطرة قرة، وهو أبو الأسود مسلم بن مخراق العبدي البصري، صدوق من الرابعة (أهل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعمرة) تقدم أن هذا محمول على ما علمه ابن عباس وفهمه، وأن الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قارنًا. ١٩٧ - قوله: (وكان ممن لم يكن معه الهدي طلحة بن عبيد الله ... إلخ) وفي الحديث السابق أنه كان فيمن ساق الهدي فلم يحل. وهذا تناقض بيّن ليس منه التفصي إلا أن نقول إن راوي أحد الطريقين قد وهم. ولعل شعبة هو الشاك. ١٩٨ - قوله: (كانوا يرون) أي إن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون (من أفجر الفجور) أي من أفحش الفواحش وأعظم السيئات (ويجعلون المحرم صفرا) أي كانوا يؤخرون المحرم - الشهر الحرام - فيضعونه مكان شهر صفر، ويقدمون شهر صفر - الشهر الحلال - فيضعونه مكان شهر المحرم، وذلك لئلا يتوالى عليهم ثلاثة أشهر محرمة - وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم - فتضيق عليهم أمورهم من الغارة والحرب والنهب والسلب. وهذا هو النسيء الذي ذكره الله تعالى في قوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [التوبة: ٣٧] (إذا برأ الدبر) من برأ المريض إذا حصل له الشفاء والدبر بفتحتين: ما كان يحصل بظهور الإبل من السحق والجرح لأجل الحمل عليها ومشقة السفر، وكان يبرأ ذلك بعد انصرافهم من الحج بفترة قريبة حينما تستريح الإبل من السفر (وعفا الأثر) عفا بمعنى درس وامّحى، والمراد بالأثر أثر الإبل وغيرها في سيرها. وكانت الرياح تعفو هذا الأثر شيئًا فشيئًا. وقيل: المراد بالأثر أثر الدبر الذي كان يحصل بظهور الإبل (انسلخ صفر) أي انتهى شهر صفر، وهذه الألفاظ كلها تقرأ ساكنة الآخر، لأن مرادهم السجع (مهلين بالحج) أي طائفة منهم لا كلهم (فتعاظم ذلك عندهم) لكونهم كانوا يعدونه من أفجر الفجور.