للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ فَضْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ

(٨٥٤) وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ. فِيهِ خُلِقَ آدَمُ. وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ. وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ يَعْنِي: الْحِزَامِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ».

بَابُ هِدَايَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ

(٨٥٥) وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الْآخِرُونَ وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا. وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ. ثُمَّ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْنَا. هَدَانَا اللهُ لَهُ. فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ. الْيَهُودُ غَدًا. وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.»


= وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم. وقد اختلف أقوال أهل العلم في تعيين هذه الساعة لأجل هذه الأحاديث وغيرها، والراجح أنها تنتقل من وقت إلى وقت بين الأوقات الثابتة في الأحاديث، فتارة تقع في وقت تصح فيه الصلاة وتارة تقع في وقت لا تصح فيه الصلاة وإنما يصح فيه الدعاء فقط. مثل آخر ساعة من النهار بعد العصر، وقد قيل: إن المراد بقوله: "قائم يصلي" ملازم لمكان ينتظر فيه الصلاة، فعبر عن ملازمة المكان بالقيام، وعن انتظار الصلاة بالصلاة، لأن الرجل ما دام ينتظر الصلاة فهو في الصلاة كما ورد في الحديث. وبهذا تنسجم الروايات. وقد انتقد على الإمام مسلم إيراد حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه هذا في صحيحه، لأن فيه علتين: الأولى أنه من رواية مخرمة عن أبيه، وهو لم يسمع عن أبيه شيئًا. الثانية أن الرواة عن أبي بردة يوقفون هذا الحديث عليه، ولم يرفعه غير مخرمة عن أبيه. والذين يوقفون كلهم من أهل الكوفة، وأبو بردة أيضًا كوفي، فهم أعلم بحديثه من بكير المدني، وأجيب عن الأول بأن الأئمة اختلفوا في سماع مخرمة عن أبيه فلعل مسلمًا صح عنده سماع مخرمة عن أبيه، أو أنه يروي من كتب أبيه، والعمل بالوجادة جائز، وأجيب عن الثاني بأن الذي رواه مرفوعًا عنده زيادة علم فيؤخذ به. وبأن هذا الحديث لا يكون إلا مرفوعًا لأنه لا مسرح للاجتهاد في تعيين مثل هذه الساعات.
١٧، ١٨ - قوله: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة) يشكل على هذا ما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن جابر مرفوعًا: ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة. وقد جمع العراقي فقال: المراد بتفضيل الجمعة بالنسبة إلى أيام الجمعة أي الأسبوع، وتفضيل يوم عرفة بالنسبة إلى أيام السنة، وصرح بأن حديث أفضلية الجمعة أصح. وقوله: (وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) قيل: إنهما ليسا لذكر فضيلة الجمعة، بل لبيان ما وقع فيها من الأمور العظام، وقيل: هما أيضًا من فضائل الجمعة، فإن خروج آدم سبب وجود الذرية من الرسل والأنبياء والأولياء، والساعة سبب تعجيل جزاء الصالحين وفي ذلك اليوم يظهر الله من رحمته وينجز وعده.
١٩ - قوله: (نحن الآخرون) أي زمانًا في هذه الدنيا، فقد جئنا بعد كل الأمم (السابقون) على غيرنا جميعًا (يوم القيامة) في الحشر والحساب والقضاء لنا قبل الخلائق وفي دخول الجنة (بيد) مثل غير وزنًا ومعنًى وإعرابًا (ثم هذا اليوم) وهو يوم الجمعة (الذي كتبه الله علينا) أي وعليهم جميعًا، ومعنى كتبه كتب تعظيمه والاجتماع فيه. وظاهره أنه نص على يوم الجمعة. قال القسطلاني: روى ابن أبي حاتم عن السدي أن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا: يا موسى! إن الله لم يخلق يوم السبت شيئًا فاجعله لنا، فجعل عليهم، وفي بعض الآثار مما نقله أبو عبد الله الآبي أن موسى عليه الصلاة والسلام عين لهم يوم الجمعة، وأخبرهم بفضيلته، فناظروه بأن السبت أفضل، فأوحى الله تعالى=

<<  <  ج: ص:  >  >>