١٧، ١٨ - قوله: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة) يشكل على هذا ما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن جابر مرفوعًا: ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة. وقد جمع العراقي فقال: المراد بتفضيل الجمعة بالنسبة إلى أيام الجمعة أي الأسبوع، وتفضيل يوم عرفة بالنسبة إلى أيام السنة، وصرح بأن حديث أفضلية الجمعة أصح. وقوله: (وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) قيل: إنهما ليسا لذكر فضيلة الجمعة، بل لبيان ما وقع فيها من الأمور العظام، وقيل: هما أيضًا من فضائل الجمعة، فإن خروج آدم سبب وجود الذرية من الرسل والأنبياء والأولياء، والساعة سبب تعجيل جزاء الصالحين وفي ذلك اليوم يظهر الله من رحمته وينجز وعده. ١٩ - قوله: (نحن الآخرون) أي زمانًا في هذه الدنيا، فقد جئنا بعد كل الأمم (السابقون) على غيرنا جميعًا (يوم القيامة) في الحشر والحساب والقضاء لنا قبل الخلائق وفي دخول الجنة (بيد) مثل غير وزنًا ومعنًى وإعرابًا (ثم هذا اليوم) وهو يوم الجمعة (الذي كتبه الله علينا) أي وعليهم جميعًا، ومعنى كتبه كتب تعظيمه والاجتماع فيه. وظاهره أنه نص على يوم الجمعة. قال القسطلاني: روى ابن أبي حاتم عن السدي أن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا: يا موسى! إن الله لم يخلق يوم السبت شيئًا فاجعله لنا، فجعل عليهم، وفي بعض الآثار مما نقله أبو عبد الله الآبي أن موسى عليه الصلاة والسلام عين لهم يوم الجمعة، وأخبرهم بفضيلته، فناظروه بأن السبت أفضل، فأوحى الله تعالى=