٨١ - قوله: (ما ألفيتيه عندنا) أي ما وجدتيه، يريد إن الخادم غير موجود، وذكر الحافظ هذا اللفظ في الفتح بصيغة المتكلم. وقال في معناه: أي ما وجدته. ثم قال: ويحمل على أن المراد ما وجدته عندنا فاضلًا عن حاجتنا إليه. اهـ وذلك لأنه كان محتاجًا إلى بيع السبي لنفقته على أهل الصفة، وقد أخرج أبو داود من طريق أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير أي ابن عبد المطلب قالت: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبيًا، فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشكو إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال: سبقكن يتامى بدر. الحديث. ٨٢ - قوله: (إذا سمعتم صياح الديكة) بكسر ففتح جمع ديك، وهو ذكر الدجاج، وللديك خصيصة ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي، فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطًا لا يكاد يتفاوت، ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده، لا يكاد يخطىء، سواء طال الليل أم قصر (فإنها رأت ملكًا) فيرجي تأمين الملك على دعائكم (وإذا سمعتم نهيق الحمار) أي صوته (فإنها رأت شيطانًا) فحسن التعوذ من شره وشر وسوسته. ٨٣ - قوله: (عند الكرب) بفتح فسكون، هو حزن أو غم يأخذ بنفس المرء لأجل ما يدهمه. وفي "الأدب المفرد" في آخر هذا الحديث: "اللهم اصرف عني شره" فهذا هو السؤال الذي يسأله المكروب بعد الدعاء المذكور، فإن لم يسأل فإن اشتغاله بالدعاء المذكور يقوم مقام السؤال، ومن الدليل عليه دعاء يونس عليه السلام في بطن الحوت، فإنه اشتغل بالتهليل والتسبيح عن السؤال، وكفى.