٢٥ - قوله: (علباء بن أحمر) بإسر العين وسكون اللام (فأخبرنا بما كان وبما هو كائن) أي من الأمور العظيمة والفتن الجسيمة، وإلا فإن إحاطة وبيان كلّ صغير وكبير مما كان من يوم وجد هذا العالم، ومما سيكون إلى يوم القيامة لا يمكن في يوم بل ولا في أيام. وبهذا يظهر جهل من يستدل بهذا الحديث على أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يعلم كلّ صغير وكبير مما في هذا العالم حتى إشراق الذرة وحركة النملة واضطراب الورقة، ثم الذي أخبر به النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يبق غيبًا، لأنَّ الله أخبره بذلك بواسطة جبريل أو بواسطة أخرى، وإذا علم أحد شيئًا بواسطة مخبر فإنه لا يعد غيبًا، كما أن أحدًا لو اتصل بآخر من بعيد بالتليفون وأخبره بما وقع لا يعد ذلك غيبًا، ولا يصير به ذلك الآخر عالمًا بالغيب. ٢٦ - قوله: (فتنة الرجل في أهله) بالخصام والجدال وعدم أداء الحقوق، أو بالغلو والإفراط في حبها والتفريط في حقوق الله لأجلها (وماله) وذلك بالإغراق في سبل كسبه بحيث يقع التقصير في غيره، أو إنفاقه في غير محله (ونفسه) بالغفلة عن الواجبات والميل إلى الشهوات وغير ذلك (وولده) بإشباع رغباتهم وعدم تنبيههم على غفلتهم عن أوامر الشريعة، أو تفضيل بعضهم على بعض في بعض الأمور، أو الدخول معهم في بعض المشاجرات ونحو ذلك =