٧١ - قوله: (لا نعطيكهن) وفي نسخة: (لا نعطيكاهن) بزيادة الألف بعد الكاف، أشبعت فتحة الكاف فتولدت منها الألف. وإنما امتنعت أم أيمن عن رد النخلات لأنَّها ظنت أنَّها منحة مؤبدة، ولاطفها النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الاسترداد تطييبًا لقلبها، لكونها حاضنته (اتركيه ولك كذا وكذا) كناية عن القدر الخاص. وفي الحديث مشروعية هبة المنفعة دون الرقبة، وفرط جود النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكثرة حلمه وبره، ومنزلة أم أيمن رضي الله عنها عنده - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ٧٢ - قوله: (جرابًا) بكسر الجيم ويجوز فتحها في لغة نادرة: وعاء من جلد يوضع فيه الزاد ونحوه، استدل الجمهور بهذا الحديث على جواز أخذ الغانمين من القوت وما يصلح به وكل طعام يعتاد أكله عمومًا، وكذلك علف الدواب سواء كان قبل القسمة أو بعدها، بإذن الإمام وبغير إذنه، وقيس عليه جواز ركوب دوابهم، ولبس ثيابهم، واستعمال سلاحهم في حال الحرب، ولكن يرد بعد انقضاء الحرب، وهذه كلها مسائل خلافية، والأصح ما ذهب إليه الجمهور. وفيه جواز أكل شحم ذبائح اليهود، وكان محرمًا عليهم. ٧٣ - قوله: (فاستحييت منه) يشعر بما كانوا عليه من توقير النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومن التنزه عن خوارم المروءة أمامه.