١٧١ - قوله: (وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤتى) أي تأتيه الملائكة بالوحي وغيره، وكان يناجيهم، فقد قال: "كل، فإني أناجي من لا تناجي" والملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس. ومن هنا اختلفوا في حقه - صلى الله عليه وسلم -، فقيل: كان تناول الثوم ونحوه محرمًا عليه، لأنه ما من ساعة إلا ويمكن أن يلقاه فيها ملك. وقيل: الأصح أنه مكروه لعموم قوله "لا" في جواب "أحرام هو؟ " ولا سيما أن كان السؤال قد ورد على امتناعه - صلى الله عليه وسلم - من الأكل. ١٧٢ - قوله: (إني مجهود) أي أصابني جهد، وهو المشقة من أي نوع كانت، ولكن يكثر استعماله على مشقة الجوع (إلى رحله) أي منزله، والرحل المنزل سواء أكان من خيمة أم من لبن أطوب غير مطبوخ، أو آجر أو حجر (فعلليهم بشيء) من التعليل، أي شغليهم بشيء حتى يلهوا عن الطعام، ومنه التعلل وهو التلهي (فإذا أهوى ليأكل) أي مد يده ليأكل (فقومي إلى السراج) يعني كأنك تصلحينه حتى تطفئيه بهذه الحيلة.