٨٩ - عند البخاري في الأشربة عن عاصم الأحول أنه رأى هذا القدح عند أنس. قال: "وقد انصدع - أي تشقق - فسلسله بفضة" قال: "وهو قدح جيد عريض من نُضار" أي من أجود الخشب. قال الحافظ: وذكر القرطي في مختصر البخاري أنه رأى في بعض النسخ القديمة من صحيح البخاري قال أبو عبد الله البخاري: رأيت هذا القدح بالبصرة، وشربت منه، وكان اشترى من ميراث النضر بن أنس بثمانمائة ألف. ٩٠ - قوله: (كثبة) بضم فسكون، أي قليلًا. قيل: هي من اللبن ملء القدح. وقيل: قدر حلبة ناقة. والحديث مختصر من حديث الهجرة. روى البخاري عن أبي بكر الصديق قال: أسرينا ليلتنا - أي بعد الخروج من الغار - ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق، لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليها الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي - صلى الله عليه وسلم - مكانًا بيدي، ينام عليه، وبسطت عليه فروة، وقلت: نم يا رسول الله! وأنا أنفض لك ما حولك، فنام، وخرجت أنفض له ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها مثل الذي أردنا. فقلت له لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل المدينة أو مكة - وفي طريق: لرجل من قريش - قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت: أفتحلب؟ قال: نعم. فأخذ شاة، فقلت: انفض الضرع من التراب والشعر والقذى. فحلب في كعب كثبة من لبن، ومعي إداوة حملتها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، يرتوى منها، يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فكرهت أن أوقظه، فوافقته حين استيقظ، فصبيت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت: اشرب يا رسول الله: فشرب حتى رضيت، ثم قال: ألم يأن للرحيل؟ قلت: بلى. قال: فارتحلنا. الحديث. ونسبة الصديق حلب الشاة إلى نفسه في حديث الباب مجاز. وإنما شرب - صلى الله عليه وسلم - من اللبن مع أن الشاة لم تكن للراعي لأن التسامح بمثل ذلك كان معروفًا في عرفهم، وكان أصحاب الشياه يأذنون للرعاة أن يسقوا من يمر به إن طلب. ٩١ - قوله: (فساخت فرسه) أي دخلت يداها في الأرض مع أنها كانت أرضًا جلدة. وفي الحديث تقديم =