للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنِّي لَنْ أَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ. قَالَ: وَإِنِّي لَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ؟ فَسَوْفَ أَقْضِيكَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى مَالٍ وَوَلَدٍ. قَالَ وَكِيعٌ: كَذَا قَالَ الْأَعْمَشُ. قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَيَأْتِينَا فَرْدًا}

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي. (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ. (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَ حَدِيثِ وَكِيعٍ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ قَالَ: «كُنْتُ قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ عَمَلًا فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ».

بَابٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}

(٢٧٩٦) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الزِّيَادِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: «قَالَ أَبُو جَهْلٍ: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}. فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}

إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.»

بَابُ قَوْلِهِ: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}

(٢٧٩٧) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقَيْسِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ


= على الكفر، ولم يسلم، وكان من المستهزئين برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (دين) أي مال في ذمته، وكان قد عمل له سيفًا فاجتمعت له عند العاص دراهم (حتى تموت ثم تبعث) فإذا مت وبعثت فلا يتصور الكفر حينئذ. فالمعنى أني لا أكفر أبدًا {لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: ٧٧] وبعده {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا} [مريم: ٧٨ - ٨٠].
٣٦ - قوله: (قينًا) أي حدادًا (عملًا) وهو عمل السيف (أتقاضاه) أي أطلب أجرة عملي.
٣٧ - قوله: (عن عبد الحميد الزيادي) هو عبد الحميد بن كرديد - بضم فسكون فكسر - والزيادي ويقال صاحب الزيادي نسبة إلى زياد بن أبي سفيان (اللهم إن كان هذا هو الحق ... إلخ) قاله أبو جهل وتبعه فيه رجال من المشركين، والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمكة، فلما أمسوا ندموا وقالوا: غفرانك اللهم، فأنزل الله {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ} [الأنفال: ٣٣]، وقيل: المراد بقوله: ({وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}) من سبق له من الله أنه سيؤمن، وقيل: من كان بين أظهرهم من المؤمنين بعد خروج النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة، والأول أولى، ولذلك أخذهم بالعذاب بعد خروج النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة، وذلك في بدر، وهو المراد بقوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ}. الآية [الأنفال: ٣٤].
٣٨ - قوله: (هل يعفر محمد وجهه) أي يسجد ويلصق وجهه بالعفر، وهو التراب (لأطأن على رقبته) أي لأدوسن رقبته برجلي (أو لأعفرن) أي لأرغمن (فما فجئهم) بكسر الجيم ويجيء بفتحها، من الفجاءة، أي فما باغتهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>