٨٦ - قوله: (كل خزنة باب) فيه تقديم وتأخير وحذف، أي يقول أو يدعو خزنة كل باب (أي فل) بضم الفاء واللام منادى مرخم، يعني يا فلان (هلم) أي تعال وادخل من بابي. وخزنة بفتحات جمع خازن، والمراد به هنا الملك المقرر على الباب. والحديث يفيد أن الذي ينفق زوجين يدعى من جميع أبواب الجنة. والظاهر أنه سهو وقع من بعض الرواة لاختصاره في الحديث، فقد تقدم أن من كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة (لا توى عليه) بفتح التاء مقصورًا، أي لا هلاك عليه. ٨٨ - قوله: (انفحي أو انضحي) أمر من النفح والنضح ومعناهما العطاء، والنضح أيضًا الصب، فإن كان منه فهو أبلغ من النفح (ولا تحصي) من الإحصاء، وهو الإحاطة بالشيء حصرًا وعدًّا، أي لا تعدي ما أنفقته فتستكثريه، أو لا تحصري مالك عدًّا فلا تنفقيه (فيحصي الله عليك) أي يعطيك بحساب العد ولا يعطيك بغير حساب، فيقتر عليك كما قترت، ويمسك فضله عنك كما أمسكته. ( ... ) قوله: (ولا توعي) من أوعيت المتاع في الوعاء، أوعيه، إذا جعلته فيه، ووعيت الشيء: حفظته، والمراد لازم الإيعاء، وهو الإمساك ومنع الفضل عمن افتقر إليه.