للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَمْ يُهْلِكْنَا بِذُنُوبِنَا. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ كُلَّهُ! قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، إِنَّا لَقَدْ سَمِعْنَا الْقَرَائِنَ، وَإِنِّي لَأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنَ الْمُفَصَّلِ وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَجِيلَةَ - يُقَالُ لَهُ: نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ - إِلَى عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: إِنِّي أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ! لَقَدْ عَلِمْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهِنَّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ».

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ «أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ. قَالَ: فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ سُورَتَيْنِ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ».

بَابُ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقِرَاءَاتِ

(٨٢٣) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: «رَأَيْتُ رَجُلًا سَأَلَ الْأَسْوَدَ

بْنَ يَزِيدَ - وَهُوَ يُعَلِّمُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ - فَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} أَدَالًا أَمْ ذَالًا؟ قَالَ: بَلْ دَالًا، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {مُدَّكِرٍ} دَالًا».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}».


= في هذا اليوم. وفيه دليل على تقوى ابن مسعود وشدة خشيته لله (إنا لقد سمعنا القرائن) جمع قرينة بمعنى مقرونة، وهي السور المتماثلة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرن بينهن (ثمانية عشر من المفصل، وسورتين من آل حم) وما تقدم أنها عشرون سورة من المفصل فهو على التغليب والتجوز، ثم يرد على هذا أن القرناء المروية عن تأليف ابن مسعود - وقد تقدم - تسع عشرة منها من المفصل، وواحدة منها فقط من آل حم، وهي سورة الدخان، ويجاب بأن فيه نوعًا من الحذف أو التجوز، كأنه قال: كان يقرن بين سورتين سورتين من المفصل، إلى أن تبلغ ثماني عشرة سورة، ثم يقرن بين سورتين إحداهما من آل حم. فلم يذكر قوله: إحداهما، وجعلهما من آل حم على سبيل التغليب.
٢٨٠ - قوله: (فهل من مدكر؟ أدالًا أم ذالًا؟ ) يعني بالمهملة أو بالمعجمة، وذلك لأن "مدكر" أصله "مذتكر" ويجوز فيه أن تبدل التاء بالذال المعجمة. ثم تدغم هذه الذال في الذال التي قبلها، فيصير "مذكر" بالمعجمة. ويجوز أن تبدل التاء بالدال المهملة، وتجعل الذال التي قبلها دالًا، ثم تدغم الدال في الدال فيصير "مدكر" بالمهملة، فسأله الرجل عما هو في القرآن أبالمهملة أم بالمعجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>