للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدِ اللهِ.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ «أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا جَاءَ سَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ. فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ سَرْغَ.»

(٠٠٠) وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ «أَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا انْصَرَفَ بِالنَّاسِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ».

بَابٌ: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَلَا نَوْءَ، وَلَا غُولَ، وَلَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ

(٢٢٢٠) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى (وَاللَّفْظُ لِأَبِي الطَّاهِرِ) قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ - فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ

كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فَيَجِيءُ الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيُجْرِبُهَا كُلَّهَا؟ قَالَ: فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ.»؟


( ... ) قوله: (ولم يقل: عبد الله بن عبد الله) مثل ما قال مالك. فاختلف يونس ومالك عن ابن شهاب في تعيين هذا الراوي أنه عبد الله بن الحارث أو ابنه عبد الله، وقد وافق مالكًا معمر وغيره. قال الحافظ في الفتح: قال ابن خزيمة: قول مالك ومن تابعه أصح. وقال الدارقطني: تابع يونس صالح بن نصر عن مالك. وقد رواه ابن وهب عن مالك ويونس جميعًا عن ابن شهاب عن عبد الله بن الحارث. والصواب الأول. وأظن ابن وهب حمل رواية مالك على رواية يونس. اهـ
١٠١ - قوله: (لا عدوى) هو انتقال الداء من مريض إلى من ليس به ذلك المرض، وذلك لأجل مخالطته بالمريض واقترابه منه، واعتقاد هذا الانتقال - أي العدوى - فاش في هذا الزمان في المسلمين وغير المسلمين فشوا جدًّا، ولكن جاءت التجارب حول بعض الأمراض التي يعتقد أنها معدية بنفي العدوى، فقد أجرى فريق من أطباء أوربا فحوصًا حول مرض إنفلوئنزا وأسبابه - وهو يعد من الأمراض المعدية - فاكتشفوا أن جراثيم وميكروبات هذا المرض تنزل عموديًا من فوق في صورة مكثفة مثل الصقيع، فتخالط كل ما هو مكشوف من المياه والفواكه والمآكل والخضراوات وغيرها. فإذا شربها الناس وأكلوها يمرضون، فيمرض أولًا من تكون مناعته وقوة دفاع جسده ضد الأمراض ضعيفة، ثم يبتلى بها من يكون أقوى مه، وهكذا يتأخر ظهور المرض بقدر قوة الشخص مناعته، حتى إن بعضهم لا يبتلى به لكون قوته أقوى من جراثيم هذا المرض. فالذي يبتلى به فيما بعد لا يبتلى لأجل العدوى وانتقال المرض، وإنما يبتلى به لإصابته بالجراثيم مثل ما أصيب به الأول (ولا صفر) بفتحتين. قال البخاري: هو داء يأخذ البطن. ونقل ابن حجر عن أبي عبيدة عن رؤبة بن العجاج أنها حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس، وهي أعدى من الجرب عند العرب. وقيل: دود يكون في الجوف فربما عض الضلع أو الكبد فقتل صاحبه. والمقصود من نفي الصفر نفي عدواه، ويحتمل أن يكون نفيه نفسه، وأنه لا تكون في بطن الإنسان حية أو دود قاتل، والذي يموت، ويظن به ذلك، إنما يموت لأجل مرض قدر الله أن يكون سببًا للموت، لا للدغ تلك الحية أو الدود المزعوم، ومن المحتمل جدًّا أن يكون بعض أمراض البطن أو الضلع سببًا لسرعة الموت، فظنوه من الصفر المذكور، فنفاه - صلى الله عليه وسلم - ونبه على أنه من مجرد الأوهام، قيل: ويحتمل أن يكون المراد بصفر تحريم شهر صفر بدل المحرم. وهو الذي يسمى بالنسيء (ولا هامة) بتخفيف الميم. قيل: كانت العرب تقول في الجاهلية إذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>