( ... ) قوله: (أن يقلب رأسها) أي يطوي ويثني إلى جهة الخلف. ١١٢ - أحاديث النهي عن الشرب قائمًا تعارضها أحاديث صحيحة رواها البخاري وغيره في شربه - صلى الله عليه وسلم - قائمًا، فذهب الجمهور إلى الجواز، وقال ابن حزم بالتحريم، ثم الذين ذهبوا إلى الجواز سلكوا في ذلك عدة مسالك، فذهبت طائفة إلى الترجيح، وقالت: إن أحاديث الجواز أثبت وأقوى من أحاديث النهي فيؤخذ بأحاديث الجواز. وذهبت طائفة إلى النسخ، وقالت: إن أحاديث النهي - على تقدير ثبوتها - منسوخة بأحاديث الجواز، بقرينة عمل الخلفاء الراشدين ومعظم الصحابة والتابعين بالجواز، واختار آخرون طريق الجمع، فحملوا أحاديث النهي على كراهة التنزيه، وأحاديث الجواز على بيان الجواز، وهو الذي اختاره الطبري والخطابي وآخرون، وهو أحسن الأقوال وأسلمها وأبعدها عن الاعتراض. وقيل: إن النهي إنما هو من جهة الطب مخافة أن يقع به ضرر ما. وأن الأمر بالقيء لدفع هذا الضرر المتوقع. والله أعلم. ١١٤ - قوله: (الأسواري) نسبة إلى الأسوار واحد الأساورة، وهم أبناء أهل فارس نزلوا بالبصرة واليمن وغيرهما فولدوا هناك. واختلفوا في الأسواري هذا فقيل معروف ثقة. وقيل: مجهول. وأن الإِمام مسلمًا روى عنه متابعة. والظاهر أنه ثقة.