١٤٣ - قوله: (أنا أولى الناس بابن مريم) أي أخصهم به وأقربهم إليه، لأنه بشّر بأنه يأتي من بعده (الأنبياء أولاد علات) بفتح العين المهملة وتشديد اللام، هي الضرائر، وأولاد العلات الإخوة من أب واحد تكون أمهاتهم شتى جعل أصل الدين، وهو التوحيد وما يتبعه من أمور الإيمان، بمنزلة الأب، والأنبياء كلهم متفقون فيه، وجعل الأحكام والشرائع بمنزلة الأم، والأنبياء مختلفون فيها. فكأن أباهم - وهو أصل الدين - واحد، وأمهاتهم - وهي الشرائع - شتى. قال تعالى في أصل الدين: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا} [الشورى: ١٣] وقال تعالى في الشرائع: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨] (وليس بيني وبينه نبي) هذا من جملة الشواهد على أنه أقرب الناس إليه. ١٤٥ - قوله: (في الأولى والآخرة) أي في الدنيا والآخرة، وذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - نفى عنه تهمة اليهود بأنه ابن زنا، ونفى عنه إطراء النصارى بأنه إله، وشهد له بأنه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فهو بين الحق فيه وأوضحه، ولأن عيسى عليه السلام يكون من أتباعه وأحد أفراد أمته حين ينزل في الدنيا، ويقاتل الدجال. ١٤٦ - قوله: (إلا نخسه الشيطان) أي طعنه، وفي صحيح البخاري في "باب صفة إبليس" من كتاب الخلق بيان =