للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ قَوْمٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ، وَسَاقُوا الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ وَفِيهِ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} الْآيَةَ»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ

مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: «جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ الصُّوفُ، فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ، فَذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِهِمْ».

بَابُ الْحَمْلِ بِأُجْرَةٍ يُتَصَدَّقُ بِهَا، وَالنَّهْيِ الشَّدِيدِ عَنْ تَنْقِيصِ الْمُتَصَدِّقِ بِقَلِيلٍ

(١٠١٨) حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (ح) وَحَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، - يَعْنِي: ابْنَ جَعْفَرٍ - عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: «أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ قَالَ: كُنَّا نُحَامِلُ، قَالَ: فَتَصَدَّقَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ، قَالَ: وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ أَكْثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا، وَمَا فَعَلَ هَذَا الْآخَرُ إِلَّا رِيَاءً، فَنَزَلَتِ {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ}» وَلَمْ يَلْفِظْ بِشْرٌ بِالْمُطَّوِّعِينَ.،

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، (ح) وَحَدَّثَنِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: «كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا».

بَابُ فَضْلِ الْمَنِيحَةِ

(١٠١٩) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ «أَلَا رَجُلٌ يَمْنَحُ أَهْلَ بَيْتٍ نَاقَةً تَغْدُو بِعُسٍّ، وَتَرُوحُ بِعُسٍّ، إِنَّ


٧٢ - قوله: (كنا نحامل) أي تحمل على ظهورنا بالأجرة، ومعلوم أن الحاصل بهذا العمل يكون قليلًا، فلا نستطيع أن نتصدق بالكثير (وجاء إنسان بشيء أكثر) وهذا الإنسان إما عبد الرحمن بن عوف وإما عاصم بن عدي وإما كلاهما. جاء عبد الرحمن بمائتي أوقية من الفضة. وقيل: أكثر من ذلك، وجاء عاصم بتسعين وسقا - وقيل: بمائة وسق من التمر - والوسق ستون صاعًا، فهي ستة آلاف صاع وكان ذلك عند جمع الصدقات لغزوة تبوك (يلمزون المطوعين) أي يعيبونهم ويطعنون فيهم، والمطوعين أصله المتطوعين، أي الذين يتطوعون برضا أنفسهم بالصدقات الكثيرة رغبة في الثواب من غير إيجاب عليهم (والذين لا يجدون إلا جهدهم) أي ما كسبوه بالجهد والتعب من المال القليل فيتصدقون به فيسخرون - أي هؤلاء المنافقون - منهم.
٧٣ - قوله: (يبلغ به) أي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني يرويه مرفوعًا (يمنح أهل بيت ناقة) أي يعطيها لهم لينتفعوا بلبنها ووبرها زمانًا ثم يردونها إليه. وهذه الناقة تسمى بالمنيحة والمنحة (تغدو بعس وتروح بعس) صفة ناقة. والعس بضم=

<<  <  ج: ص:  >  >>