١٧ - قوله: (إنما مثلي) في دعوتي إلى الإسلام المنقذ من النار (ومثل أمتي) في اتباعهم الشهوات الملقية في النار (فجعلت الدواب) مثل الجندب والبرغش ونحوهما (والفراش) بفتح الفاء: غوغاء الجراد الذي يكثر ويتراكم، وكذلك حشرات طائرة مثل البعوض تقصد النار، وتجتمع حولها بسرعة وكثرة. واحدتها فراشة (آخذ بحجزكم) لأدفعكم عن النار، وأمنعكم من الدخول فيها. والحجز بضم الحاء وقتح الجيم، ويجوز ضمها، بعدها زاء معجمة، جمع حجزة، وهي معقد الإزار، وموضع التكة من السراويل، أي الحقو والخاصرة (تقحمون) بحذف إحدى التائين، أي تتقحمون، أي تهجمون عليه وتدخلون فيه، والتقحم والاقتحام: الوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت. شبه تهافت أهل الشهوات في المعاصي المفضحة إلى النار بتهافت الفراش في النار، وشبه دعوته إلى الله المنقذة من النار بالذب والكف عن النار. ١٨ - قوله: (التي في النار) أي تقع في النار (يحجزهن) أي يمنعهن ويدفعهن. ١٩ - قوله: (الجنادب) جمع جندب بفتح الدال وضمها، والجيم مضمومة وقد تكسر، وهو الصرار الذي يصر في الليل صرًّا شديدًا، وهو على خلقة الجراد، وقيل: إن ذكر الجراد يسمى أيضًا الجندب (يذبهن) أي يدفعهن (تفلتون) بفتحتين وتشديد اللام المفتوحة، وأصله تتفلتون من باب التفعل، وضبط أيضًا بضم فسكون فكسر من باب الإفعال، تقول: تفلت مني وأفلت، لمن كان بيدك فعالج الهرب حتى هرب. ٢٠ - قوله: (اللبنة) بفتح اللام وكسر الباء الموحدة وبكسر اللام وسكون الباء أيضًا، هي الطين الذي يضرب =