٥١١ - قوله: (مسجد الحرام، ومسجد الأقصى) من إضافة الموصوف إلى الصفة، وقد أجازه الكوفيون بدون تأويل، وتأوله البصريون على أن فيه محذوفًا تقديره مسجد المكان الحرام والمكان الأقصى. وقد مضى معنى الحديث قريبًا تحت رقم الحديث ٤١٥، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره. ٥١٣ - قوله: (مسجد إيلياء) هو المسجد الأقصى، وإيلياء اسم من أسماء بيت المقدس، وكان معروفًا بهذا الاسم قبل الفتح الإسلامي، ثم غلب عليه اسم بيت المقدس واسم القدس. ٥١٤ - قوله: (أي المسجدين) أي من مسجد قباء والمدينة (أسس على التقوى) أي بني لعبادة الله وحده، ولإقامة دينه ورفع شعائره، لا لغرض آخر من أغراض الدنيا (من حصباء) أي الحصى الصغار (فضرب به الأرض) لغاية الإيضاح والتبيين (هو مسجدكم هذا) أي المسجد النبوي، وهذا نص في أن المسجد الذي أسس على التقوى هو المسجد النبوي، وقد روي عدد من الأحاديث يفيد أنه مسجد قباء، فقد روى في تفسير قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: ١٠٨] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاهم في مسجد قباء فقال: إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهورد في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به؟ فقالوا: والله يا رسول الله ما نعلم شيئًا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا. رواه الإمام أحمد عن عويم بن ساعدة الأنصاري. وروى معناه آخرون عن عدد من الصحابة، ولا معارضة بين الحديثين، فمسجد قباء والمسجد النبوي كلاهما أسسا على التقوى من أول يوم، =