للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٧٨٢) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَوَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَزَادَ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ أَحَدٌ مِنْ عُصَاةِ قُرَيْشٍ غَيْرَ مُطِيعٍ، كَانَ اسْمُهُ الْعَاصِيَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا.

بَابُ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ فِي الْحُدَيْبِيَةِ

(١٧٨٣) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: «كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الصُّلْحَ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ،

فَكَتَبَ: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. فَقَالُوا: لَا تَكْتُبْ رَسُولُ اللهِ، فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: امْحُهُ. فَقَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحَاهُ. فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، قَالَ: وَكَانَ فِيمَا اشْتَرَطُوا أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ فَيُقِيمُوا بِهَا ثَلَاثًا، وَلَا يَدْخُلَهَا بِسِلَاحٍ إِلَّا جُلُبَّانَ السِّلَاحِ». قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: وَمَا جُلُبَّانُ السِّلَاحِ؟ قَالَ: الْقِرَابُ وَمَا فِيهِ.

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ , قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: «لَمَّا صَالَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الْحُدَيْبِيَةِ كَتَبَ عَلِيٌّ كِتَابًا بَيْنَهُمْ قَالَ: فَكَتَبَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ». ثُمَّ ذَكَرَ بِنَحْوِ حَدِيثِ مُعَاذٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِي الْحَدِيثِ: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ.


٨٨ - قوله: (لا يقتل قرشي صبرًا) أي محبوسًا، وهذا فيه إخبار ونهي، أما الإخبار فهو أن قريشًا يسلمون كلهم، ولا يرتدون كما ارتد الآخرون حتى يستحقوا القتل صبرًا، وأما النهي فهو عن قتلهم كذلك، وهو في هذا المعنى نهي وليس بإعلام، فقد جرى من قتلهم صبرًا على طريق الظلم ما هو معروف.
٨٩ - قوله: (من عصاة قريش) عصاة جمع العاصي، وهو هنا اسم لا صفة، أي لَمْ يسلم من قريش من كان اسمه العاصي، إلَّا العاصي بن الأسود الذي سماه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مطيعًا.
(صلح الحديبية) خلاصته أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى في المنام، وهو في المدينة، أنه دخل مكة هو والمسلمون فطافوا بالبيت وبالصفا والمروة ثم حلق بعضهم رأسه وقصر بعضهم، فخرج للعمرة في ذي القعدة سنة ست، ومعه ألف وأربعمائة من الصحابة، فلما جاوز عسفان وجد أن خالد بن الوليد في فوارس قريش قد أغلق طريق مكة عند كراع الغميم، فانحرف إلى اليمين حتى نزل بالحديبية، وبدأت رسل قرل تأتي وتذهب وتفاوض حتى تم الاتفاق على ما هو مذكور في الأحاديث، وكتب بذلك كتاب لكل من الفريقين، ورجع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى اعتمر في العام القادم. وبذلك تمت رؤياه.
٩٠ - قوله: (الحديبية) بتشديد الياء وتخفيفها، موضع في طريق جدة على بعد عشرين كيلومترًا من مكة غربًا، يعرف الآن بالشميسي (أمحاه) مضارع متكلم من المحو، من باب فتح، ويأتي أيضًا من باب نصر وضرب، وأكثر ما يستعمل من باب نصر (أن يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثًا) أي في العام القادم (جلبان السلاح) بضم الجيم واللام وتشديد الباء، ظرف يصنع من الجلد مثل جعبة السهام، يوضع فيه السيف مغمدًا، ويطرح فيه الراكب سوطه وبعض =

<<  <  ج: ص:  >  >>