للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ:

يَا رَسُولَ اللهِ، أَقُولُ: إِنَّ زَوْجِي أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ.»

(٢١٣٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

كِتَابُ الْآدَابِ

بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِمِ وَبَيَانِ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْأَسْمَاءِ

(٢١٣١) حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا (وَاللَّفْظُ لَهُ). قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ يَعْنِيَانِ الْفَزَارِيَّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «نَادَى رَجُلٌ رَجُلًا بِالْبَقِيعِ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ، إِنَّمَا دَعَوْتُ فُلَانًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي.»

(٢١٣٢) حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، وَهُوَ الْمُلَقَّبُ بِسَبَلَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ،


١٢٦ - قولها: (أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ ) وإنما تقول النساء مثل هذا عمومًا للتظاهر على ضرائرهن حتى يتضايقن في أنفسهن، وربما يقلن لغيرهن أيضًا حتى يتظاهرن بحظوتهن عند الأزواج (المتشبع) من التفعل، أي المتظاهر بالشبع بشيء لم يعطه (كلابس ثوبي زور) أي كالذي تغشى بالزور من رأسه إلى قدمه، لأنه إذا لبس ثوبين فقد تغطى من الرأس إلى القدم. يعني هو كامل الكذب، أما ثوب الزور فمثلًا الفاسق يلبس ثياب الزهاد أو الجاهل يلبس ثياب العلماء ونحو ذلك.
١ - قوله: (لم أعنك) بفتح الهمزة وسكون العين وكسر النون، متكلم من عنى يعني، أي لم أردك (ولا تكنوا) بفتح الكاف وتشديد النون المفتوحة أصله "تتكنوا" ويجوز بسكون الكاف وضم النون، واختلفوا في التكني بأبي القاسم على عدة مذاهب، الأول: منعه مطلقًا، والثاني: جوازه مطلقًا، وأن النهي عن التكني كان مختصًّا بحياته - صلى الله عليه وسلم -، والثالث: لا يجوز لمن اسمه محمد، ويجوز لغيره، والرابع: المنع عن كل واحد من التسمية والتكني مطلقًا، والخامس: المنع مطلقًا في حياته، والتفصيل بعده بين من اسمه محمد وأحمد فيمتنع التكني وإلا فيجوز، وأقرب هذه الأقوال القول الثاني: قال عياض: وبه قال جمهور السلف والخلف وفقهاء الأمصار. ويدل له ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث علي قال: "قلت: يا رسول الله! إن ولد لي من بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم".
٢ - قوله: (إن أحب أسمائكم ... إلخ) لأن لفظ الله اسم الذات، فهو اسمه الأعظم و"الرحمن" أهم صفة تربط =

<<  <  ج: ص:  >  >>