للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ بَيَانِ الشُّهَدَاءِ

(١٩١٤) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ. وَقَالَ: الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.»

(١٩١٥) وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ. قَالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ» قَالَ ابْنُ مِقْسَمٍ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّهُ قَالَ: وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ سُهَيْلٌ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ: أَشْهَدُ عَلَى أَخِيكَ أَنَّهُ زَادَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَمَنْ غَرِقَ فَهُوَ شَهِيدٌ.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَفِي حَدِيثِهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَزَادَ فِيهِ: وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ.

(١٩١٦) حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، (يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ)، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: «قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ؟ قَالَتْ: قُلْتُ بِالطَّاعُونِ، قَالَتْ: فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.»


١٦٤ - قوله: (المطعون) الذي مات في الطاعون (والمبطون) الذي مات في داء البطن، والمراد بداء البطن الإسهال، وقيل: الاستسقاء الذي ينتفخ فيه البطن، وقيل: كل داء للبطن يسبب الموت (والغرق) بفتح فكسر: الذي يموت غرقًا في الماء (وصاحب الهدم) الذي يموت لتهدم جدار ونحوه عليه، وإطلاق الشهيد على هؤلاء الأربعة الذين لم يقتلوا في سبيل الله مجاز بمعنى أن ذنوبهم تمحص، وأجورهم تزاد، لأجل ما حدث لهم، حتى يبلغون مراتب الشهداء، فهم شهداء الآخرة وليسوا بشهداء الدنيا، يعني لا يجري عليهم في الدنيا شيء من أحكام الشهداء، وإنما ينالون مرتبة الشهداء في الآخرة، ثم لا يلزم أن يكون هؤلاء والمقتولون في سبيل الله سواء في الأجر والمرتبة، لأن المقتولين أنفسهم يتفاوتون في الدرجات، ولأن المشبه به يكون أقوى من المشبه. ثم العدد المذكور في هذا الحديث ليس للحصر، فقد ثبت إطلاق الشهيد على أنواع من الأموات غير هؤلاء المذكورين في هذا الحديث.
١٦٥ - قوله: (ومن مات في سبيل الله) أي من خرج ليقاتل في سبيل الله فمات حتف أنفه دون أن يقتل (قال ابن مقسم) أي لسهيل بن أبي صالح (أشهد على أبيك) أبي صالح الذي يروي هذا الحديث عن أبي هريرة أنه قال "والغريق شهيد".
( ... ) قوله: (قال سهيل: قال عبيد الله بن مقسم) لي (أشهد على أخيك) بالخاء بعد الهمزة، وهو وهم أو خطأ. لأن الراوي بعد سهيل هو أبوه أبو صالح، وهو الذي يروي عنه ابن مقسم وليس بأخيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>