١٦٧ - (أنا خير من يونس بن متى) اختلفوا في ضمير "أنا" في هذا الحديث أنه يرجع إلى القائل أو إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن قلنا بالثاني فإنه - صلى الله عليه وسلم - إنما قال ذلك تواضعًا، إن كان قاله بعد أن أعلم أنه أفضل الخلق. وإن كان قاله قبل العلم فلا إشكال (ونسبه إلى أبيه) فيه رد على من يزعم أن متى اسم أمه. ١٦٨ - قوله: (أكرم الناس) الكرم كثرة الخير، وقد اجتمع ليوسف عليه السلام كرم النسب، فهو ابن ثلاثة أنبياء متناسلين، وكرم النبوة، وعلم تعبير الرؤيا، والقيام بسياسة في غاية العدل والنصح، مع ما اتصف به من مكارم الأخلاق، والصبر على البليات (قال: فيوسف ... إلخ) هذا الجواب من جهة كرم النسب، والجواب الأول كان من جهة الكرم بالأعمال الصالحة (فعن معادن العرب) أي أصولهم التي ينتسبون إليها ويتفاخرون بها، شبههم بالمعادن لكونهم أوعية الشرف، كما أن المعادن أوعية للجواهر (خيارهم في الجاهلية ... إلخ) كان شرفهم في الجاهلية بالخصال المحمودة ومكارم الأخلاق والمروءة ونحو ذلك، فمن كان على تلك الأخلاق في الجاهلية، ثم أسلم وتفقه في الدين فهو من خيار الناس في الإسلام.