للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٣٧٦) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ - يَعْنِي اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ لِي (وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: لِعَبْدِي) أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ.

(٢٣٧٧) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ (وَاللَّفْظُ لِابْنِ

الْمُثَنَّى) قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى - وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ».

بَابٌ: مِنْ فَضَائِلِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

(٢٣٧٨) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ ابْنُ نَبِيِّ اللهِ ابْنِ نَبِيِّ اللهِ ابْنِ خَلِيلِ اللهِ. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا.»

بَابٌ: مِنْ فَضَائِلِ زَكَرِيَّاءَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

(٢٣٧٩) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي


١٦٦ - قوله: (أنا خير من يونس بن متى) ضمير "أنا" في سياق هذا الحديث يعود إلى القائل، أي لا يفضلن أحد نفسه على يونس بن متى، نظرًا إلى قصته المذكورة في القرآن، والمقصود بذلك التنبيه على أن لا يغتر بعض الجهال، بجهدهم في العبادة وفضائل الأعمال وطلب رضوان الله أنهم وصلوا إلى درجة بعض الأنبياء أو فاقوهم. ومن المؤسف جدًّا أن بعض من ينتسب إلى العلم من كبار بعض الجماعات في زماننا هذا ادعى لنفسه ولبعض أصحابه المساواة أو الفضيلة على بعض الأنبياء.
١٦٧ - (أنا خير من يونس بن متى) اختلفوا في ضمير "أنا" في هذا الحديث أنه يرجع إلى القائل أو إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن قلنا بالثاني فإنه - صلى الله عليه وسلم - إنما قال ذلك تواضعًا، إن كان قاله بعد أن أعلم أنه أفضل الخلق. وإن كان قاله قبل العلم فلا إشكال (ونسبه إلى أبيه) فيه رد على من يزعم أن متى اسم أمه.
١٦٨ - قوله: (أكرم الناس) الكرم كثرة الخير، وقد اجتمع ليوسف عليه السلام كرم النسب، فهو ابن ثلاثة أنبياء متناسلين، وكرم النبوة، وعلم تعبير الرؤيا، والقيام بسياسة في غاية العدل والنصح، مع ما اتصف به من مكارم الأخلاق، والصبر على البليات (قال: فيوسف ... إلخ) هذا الجواب من جهة كرم النسب، والجواب الأول كان من جهة الكرم بالأعمال الصالحة (فعن معادن العرب) أي أصولهم التي ينتسبون إليها ويتفاخرون بها، شبههم بالمعادن لكونهم أوعية الشرف، كما أن المعادن أوعية للجواهر (خيارهم في الجاهلية ... إلخ) كان شرفهم في الجاهلية بالخصال المحمودة ومكارم الأخلاق والمروءة ونحو ذلك، فمن كان على تلك الأخلاق في الجاهلية، ثم أسلم وتفقه في الدين فهو من خيار الناس في الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>