للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٣٤٣) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ

بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. (ح)، وَحَدَّثَنِي حَامِدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ كِلَاهُمَا، عَنْ عَاصِمٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْوَاحِدِ: فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ. وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ قَالَ: يَبْدَأُ بِالْأَهْلِ إِذَا رَجَعَ. وَفِي رِوَايَتِهِمَا جَمِيعًا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ.

بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قَفَلَ مِنْ سَفَرِ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ

(١٣٤٤) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ح

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنَ الْجُيُوشِ، أَوِ السَّرَايَا، أَوِ الْحَجِّ، أَوِ الْعُمْرَةِ إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ، أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ».


= إصلاح أمره، يعني أنت الذي أرجوه وأعتمد عليه في غيبتي عن أهلي أن تلم شعثهم وتحفظ عليهم دينهم ودنياهم وأمانتهم (وعثاء السفر) بفتح الواو وإسكان العين وبالثاء المثلثة وبالمد، أي شدته ومشقته وتعبه. مأخوذ من الوعث وهو الرمل والمكان السهل الكثير الدهس الذي يتعب الماشي فيه ويشق عليه (وكآبة المنظر) المنظر هو ما ينظر إليه من الأهل والمال والحال، والكآبة بفتح الكاف وبالمد، هو تغير النفس وانكسارها بسبب الهم والحزن، والمراد الاستعاذة من كل منظر يورث الهم والحزن (وسوء المنقلب) مصدر ميمي، أي من سوء الرجوع والانقلاب إلى الأهل والمال، وذلك بأن يعود إلى وطنه فيجد أهله وماله قد أصابتهم آفة من مرض أو موت أو اعتداء ظالم أو فاجر (آئبون) وورد آيبون أي نحن راجعون من السفر بالسلامة إلى الوطن (تائبون) من كل ما حصل منا من المعاصي والتقصيرات.
٤٢٦ - قوله: (كآبة المنقلب) مصدر ميمي بمعنى الانقلاب، أو اسم مكان، والإضافة ظرفية، ولهذه الكآبة صورتان. الأولى: أن يرجع من سفره خائبًا خاسرًا، لم يقض الحاجة، ولم ينل المراد، وربما أصيب بآفة من نحو مرض أو كيد فاجر ونهب وسلب، والثانية: أن يرجع إلى أهله فيجد فيهم ما يورث الهم والحزن، بأن يجد بعضهم مرضى أو قد مات أو أصيبوا بكيد الخائنين والظالمين ونحو ذلك (والحور بعد الكون) يروى الأخير بالنون ويروى بالراء، فإذا كان بالراء فهو من تكوير العمامة، وهو لفها وجمعها على الرأس والحور، نقضها بعد لفها، ومعلوم أن العمامة إذا كانت ملفوفة على الرأس فهي مستقيمة، فإذا انقضت فسدت، فيكون المعنى نعوذ بك من فساد الأمور بعد صلاحها، كأن ينقلب حالنا من السراء إلى الضراء، ومن الصحة إلى المرض، ومن الاجتماع إلى الافتراق ومن الكمال إلى النقص. أما على رواية "والحور بعد الكون" بالنون، فقال النووي: قال أبو عبيد: سئل عاصم عن معناه فقال: ألم تسمع قولهم حار بعدما كان، أي إنه كان على حالة جميلة فرجع عنها. انتهى. يعني فالكون بالنون يفيد نفس المعنى الذي يفيده الكور بالراء (ودعوة المظلوم) أي أعوذ بك من الظلم، فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ففيه التحذير من الظلم ومن التعرض لأسبابه.
٤٢٨ - قوله: (إذا قفل) من القفول، أي رجع، وزنه ومعناه، ومنه تسمى القافلة (من الجيوش) جمع جيش وهو العسكر، ويطلق ويراد به الجيش الكبير، وهو المراد هنا بقرينة عطف السرايا عليه (أو السرايا) جمع سرية، وهو في اصطلاح أهل السير: جيش لم يحضر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس بمراد هنا، لأنه - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يحضر كيف يرجع وكيف يقول الكلمات المذكورة عند الرجوع، نعم تطلق السرية أيضًا على الجيش الصغير، وهو المراد هنا (إذا أوفى) أي ارتفع=

<<  <  ج: ص:  >  >>