٤ - قوله: (جمدان) بضم الجيم وسكون الميم، جبل بطريق مكة بين ينبع والعيص (سبق المفردون) بفتح الفاء وكسر الراء المشددة، اسم فاعل من التفريد، وروي بتخفيفها مع إسكان الفاء من المجرد أو الإفعال، وأصل المفردون الذين هلك أقرانهم وانفردوا عنهم، فكأن الذاكرين والذاكرات منفردون عن بقية أقرانهم بما يقومون به من الذكر، وبما يؤتون عليه من الأجر. ٥ - قوله: (تسعة وتسعون اسمًا) ورد تعيين هذه الاْسماء في رواية الترمذي وغيره، ولكن الأحاديث الواردة في سرد الأسماء ضعيفة، وقد تتبع الحافظ ابن حجر هذه الأسماء من كتاب الله العزيز فبلغت تسعة وتسعين اسمًا، ولكنها تختلف عما في رواية الترمذي في سبعة وعشرين اسمًا، والراجح هو ما جمع من القرآن الكريم، إذ الوارد في الأحاديث ضعيف ومدرج على رأي الأكثر، والحث على حفظ هذه الأسماء وإحصائها دون بيانها وتعيينها دليل على أنها في متناول السامعين، وإلا لصار من باب التعنت والتعجيز، واختلف في هذا العدد هل المراد به حصر الأسماء الحسنى في هذه العدة، أو أنها أكثر من ذلك، ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة؟ فذهب الجمهور إلى الثاني، واختار ابن حزم وآخرون الأول (والله وتر) بكسر الواو وتفتح. أي واحد فرد، لا نظير له في ذاته وصفاته، ولا انقسام (يحب الوتر) من كل شيء، وإن تعدد ما فيه الوتر، ولذلك أمر بالوتر في كثير من الأعمال والطاعات، كما في الصلوات الخمس، ووتر الليل، وأعداد الطهارة، وتكفين الميت، وفي كثير من المخلوقات كالسماوات والأرض (من أحصاها) أي عدها وحفظها، ويتضمن ذلك الإيمان بها، والتعظيم لها، والرغبة فيها، والاعتبار بمعانيها. قال الخطابي: الإحصاء في مثل هذا يحتمل وجوها: أحدها أن يعدها حتى يستوفيها، يريد أنه لا يقتصر على بعضها، لكن يدعو الله بها كلها، ويثني عليه بجميعها، فيستوجب الموعود عليها من الثواب. ثانيها المراد بالإحصاء الإطاقة كقوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [المزمل: ٢٠] ومنه حديث "استقيموا ولن تحصوا" أي لن تبلغوا كنه=