للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ فَقَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَابِ.»

(٢٦٦٧) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا.»

(٠٠٠) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدُبٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا.»

(٠٠٠) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ قَالَ: قَالَ لَنَا جُنْدُبٌ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ بِالْكُوفَةِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ» بِمِثْلِ حَدِيثِهِمَا.

بَابٌ فِي الْأَلَدِّ الْخَصِمِ

(٢٦٦٨) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ.»

بَابُ اتِّبَاعِ سَنَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى

(٢٦٦٩) حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ آلْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ.؟ »

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ وَهُوَ


٣ - قوله: (ما ائتلفت عليه قلوبكم) أي اجتمعت (فإذا اختلفتم فيه) أي في فهم معانيه (فقوموا) أي تفرقوا، لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر.
٥ - قوله: (الألد) أفعل تفضيل من اللدد، وهو شدة الخصومة، فالألد من يكون أشد الناس خصومة و (الخصم) بفتح فكسر، هو المخاصم الماهر بالخصومة. والخصومة أعم من أن تكون في أمور الدنيا أو في أمور الدين.
٦ - قوله: (لتتبعن سنن) بفتح السين وضمها، وهو الطريق (جحر ضب) بضم الجيم وسكون المهملة، هو مدخله في الأرض، والضب دويبة معروفة، ولا يمكن للإنسان أن يدخل جحره، وإنما ذكر الشبر والذراع والدخول في جحر الضب تمثيلًا لشدة موافقة هذه الأمة لهم في الفساد والاعوجاج بجميع أنواعه، فإن قيل: قد وقع فيما مضى التشديد على الأنبياء وقتلهم وتحريف الكتب. نقول: قد وقع في هذه الأمة التشديد على أصحاب الحق من العلماء وقتلهم، وهم ورثة الأنبياء، وإن شئت الأمثلة فانظر إلى حسين بن علي رضي الله عنه، وسعيد بن جبير، وأحمد بن حنبل وابن تيمية وأمثالهم، وكذلك وقع التحريف في معاني القرآن الكريم وفي ألفاظ الأحاديث النبوية ممن يدعي خدمة السنة ونصرتها، فالله المستعان.
( ... ) قوله: (وحدثنا عدة من أصحابنا) هؤلاء الأصحاب مجهولون، فهذا الطريق ضعيف، ولكن لا بأس به في المتابعات والشواهد، إذ الأصل وهو الحديث السابق مروي بطريق صحيح. وقد وصله أبو إسحاق تلميذ الإمام=

<<  <  ج: ص:  >  >>