٢٦٩ - قوله: (فقال: من استعملت) أي فقال عمر لعامله نافع بن عبد الحارث الخزاعي: من جعلته عاملًا أي حاكمًا نائبًا عنك (على أهل الوادي) أي على أهل مكة (فقال: ابن أبزى) أي عبد الرحمن بن أبزى، وهو من صغار الصحابة، وكان مولى نافع بن الحارث، وكان في عهد عمر رجلًا، وقد عمل على خراسان لعلي رضي الله عنه (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا) إذا تعلموه وعملوا بما فيه (ويضع) أي يذل (به آخرين) إذا أعرضوا عنه ولم يعملوا بما فيه. ٢٧٠ - قوله: (سمعت هشام بن حكيم بن حزام) القرشي الأسدي، صحابي ابن صحابي، أسلما يوم الفتح، وكان هشام من فضلاء الصحابة وخيارهم ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان يمشي في الأرض بالإصلاح والنصيحة، وكان رجلًا مهيبًا مات قبل أبيه (يقرأ سورة الفرقان) في الصلاة (على غير ما أقرؤها) وفي رواية عقيل عن ابن شهاب "فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال الزرقاني: لم يقع في شيء من الطرق تفسير الأحرف التي اختلف فيها عمر وهشام من سورة الفرقان، نعم اختلف الصحابة فمن دونهم في أحرف كثيرة من هذه السورة كما بينه ابن عبد البر في التمهيد بما يطول. اهـ وكأن سبب اختلاف قراءتهما أن عمر حفظ هذه السورة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قديمًا، ثم لم يسمع ما نزل فيها، بخلاف ما حفظه وشاهده هشام، ولأن هشامًا من مسلمة الفتح =