للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَنْظُرُ لَنَا مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ، قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ: آنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَقَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ أَوْ قَالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ » قَالَ: وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي.

(٠٠٠) حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَعْلَمُ لِي مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ » بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ. وَقَوْلِ أَبِي مِجْلَزٍ كَمَا ذَكَرَهُ إِسْمَاعِيلُ.

بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ طَاغُوتِ الْيَهُودِ

(١٨٠١) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ الزُّهْرِيُّ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، (وَاللَّفْظُ لِلزُّهْرِيِّ)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ؟ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ائْذَنْ لِي فَلْأَقُلْ. قَالَ: قُلْ. فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ، وَذَكَرَ مَا بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَرَادَ صَدَقَةً وَقَدْ عَنَّانَا، فَلَمَّا سَمِعَهُ قَالَ: وَأَيْضًا وَاللهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قَالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ الْآنَ وَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ أَمْرُهُ، قَالَ: وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ تُسْلِفَنِي سَلَفًا، قَالَ: فَمَا تَرْهَنُنِي؟ قَالَ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ: تَرْهَنُنِي نِسَاءَكُمْ،


= البخاري وفي نسخة: (حتى برك) بالكاف بعد الراء، أي سقط، ومعناه برد وسكن وصار في حالة من مات (آنت أبو جهل) بهمزتين سهلت الثانية فصارت ألفًا، وكان استفهام ابن مسعود هذا على طريق التقريع والتشفي، لأن أبا جهل كان يؤذيه بمكة أشد الأذى (فقال: وهل فوق رجل قتلتموه) أي هل تجد أحدًا أرفع وأعلى درجة مني. وقد روى ابن إسحاق والحاكم عن ابن عباس سبب قوله هذا مع بقية القصة. قال: قال ابن مسعود: "فوجدته بآخر رمق فوضعت رجلي على عنقه، فقلت: أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبما أخزاني؟ هل أعمد من رجل قتلتموه. قال: وزعم رجال من بني مخزوم أنه قال له: "لقد ارتقيت يارويعي الغنم مرتقى صعبًا" قال: ثم احتززت رأسه، فجئت به رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقلت: هذا رأس عدو الله أبي جهل. فقال: والله الذي لا إله إلا هو. فحلف له " (فلو غير أكار قتلني) الأكار: الفلاح والزراع. وإنما قال أبو جهل ذلك لأن قريشًا كانوا تجازا، والأنصار كانوا أصحاب زرع ونخيل، فلم تكن قريش يرونهم كفؤًا لأنفسهم، فتمنى أبو جهل أن قاتله لو كان غير أكار لكان أعظم شأنًا له، وأما قتله بأيدي أكار فإن فيه حطًّا لشأنه.
١٩ - قوله: (من لكعب بن الأشرف) أي من ينتقم منه فيما يأتي به من الأعمال العدائية، وكان المقصود بذلك الإشارة إلى قتله (فإنه قد آذى الله ورسوله) وذلك أنه كان شاعرًا، يؤذي المسلمين بأشعاره، فلما انتصر المسلمون في بدر أخذ يهجوهم ويهجو النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان من أشد اليهود حنقًا على الإسلام والمسلمين، فلم يصبر حتى خرج إلى مكة، وحرض أهلها على قتال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والانتقام منه، وكان قد نزل بمكة على المطلب بن أبي وداعة السهمي، فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد فطردته، فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من لكعب بن الأشرف؟ ... إلخ " وكان عربيًّا من بني نبهان من طيء، وأمه من بني النضير، وكان غنيًّا معروفًا بجماله في العرب، وكان حصنه في شرق جنوب المدينة خلف ديار بني النفجر (ائذن لي فلأقل) أي فلأقل قولا يكون فيه شكواك، وعيب رأيك، والإشارة إلى السآمة منك (وذكر ما بينهم) وفي نسخة: (وذكر ما بينهما) أي ما بين محمد بن مسلمة وكعب بن الأشرف من الود والإخاء، وكان أخاه من الرضاعة، وصديقًا له في الجاهلية (إن هذا=

<<  <  ج: ص:  >  >>