١٩ - قوله: (من لكعب بن الأشرف) أي من ينتقم منه فيما يأتي به من الأعمال العدائية، وكان المقصود بذلك الإشارة إلى قتله (فإنه قد آذى الله ورسوله) وذلك أنه كان شاعرًا، يؤذي المسلمين بأشعاره، فلما انتصر المسلمون في بدر أخذ يهجوهم ويهجو النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان من أشد اليهود حنقًا على الإسلام والمسلمين، فلم يصبر حتى خرج إلى مكة، وحرض أهلها على قتال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والانتقام منه، وكان قد نزل بمكة على المطلب بن أبي وداعة السهمي، فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد فطردته، فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من لكعب بن الأشرف؟ ... إلخ " وكان عربيًّا من بني نبهان من طيء، وأمه من بني النضير، وكان غنيًّا معروفًا بجماله في العرب، وكان حصنه في شرق جنوب المدينة خلف ديار بني النفجر (ائذن لي فلأقل) أي فلأقل قولا يكون فيه شكواك، وعيب رأيك، والإشارة إلى السآمة منك (وذكر ما بينهم) وفي نسخة: (وذكر ما بينهما) أي ما بين محمد بن مسلمة وكعب بن الأشرف من الود والإخاء، وكان أخاه من الرضاعة، وصديقًا له في الجاهلية (إن هذا=