(٢٢٤) قوله: (على ابن عامر) هو عبد الله بن عامر بن كريز القرشي العبشمي، ولد في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفل في فيه، فجعل يبتلع ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنه لمسقاء" فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر له الماء، وكان كريمًا ممدحًا ميمون النقيبة، ولاه عثمان بن عفان على البصرة بعد أبي موسى ثم على بلاد فارس، ففتح خراسان كلها وأطراف فارس وسجستان وكرمان وبلاد غزنة، وقتل يزدجرد، ثم أحرم بحجة أو عمرة من تلك البلاد شكرًا لله، وفرق في أهل المدينة أموالًا كثيرة جزيلة، فلما قتل عثمان سار إلى دمشق، ثم ولاه معاوية البصرة بعد صلحه مع الحسن توفي سنة ثمان وخمسين (البداية والنهاية ٨/ ٨٨). قوله: (غلول) بضم الغين: الخيانة، وأصله السرقة من مال الغنيمة وقوله: (وكنت على البصرة) أي كنت واليًا عليها فلست أرجو أنك سالم من الغلول، وأخشى أن تكون قد تعلقت بك تبعات من حقوق الله وحقوق العباد، ولا يقبل الدعاء لمن هذه صفته، وكأن ابن عمر قصد بذلك نصح ابن عامر، وحثه على التوبة والإقلاع عن المخالفات.