٣٧ - قوله: (لا يغيضها، سحاء، الليل والنهار) يجوز أن يكون الليل والنهار بالرفع على أنه فاعل لقوله: "لا يغيضها" أي لا ينقصها الليل والنهار، يعني لا ينقص ما فيها الإنفاق ليلًا ونهارًا. ويجوز أن يتم الكلام عند قوله: "لا يغيضها" يعني لا يغيضها شيء، ويكون سحاء خبرًا ثانيا ويكون الليل والنهار منصوبين على أنهما ظرف لقوله: سحاء، يعني تسح بالجود ليلًا ونهارًا (وبيده الأخرى القبض) قيل: معناه الموت، وقيل: هو عبارة عن المقادير، ففي رواية أخرى: بيده الميزان (يرفع ويخفض) قيل: معناه يوسع الرزق على من يشاء ويقتره على من يشاء. وقيل: معناه يعز من يشاء من خلقه ويذل من يشاء. ويؤيده ما جاء في حديث آخر: يرفع أقوامًا ويضع آخرين. ٣٨ - قوله: (على عياله) أي من يعوله ويلزمه مؤنته ونفقته، وهم الولد والزوجة والخادم ومن هو في معناهم (على دابته في سبيل الله) أي على فرسه التي أعدها للغزو عليها في سبيل الله، ويدخل في هذا المعنى كل ما أعده للجهاد في سبيل الله، وهو ينفق عليه (يعفهم) عن السؤال والتكفف أمام الناس. ٣٩ - قوله: (أنفقته في رقبة) أي في فك رقبة وإعتاقها، والأهل في هذا الحديث يعم أهل البيت من الزوجة والأولاد وغيرهم، فهو بمعنى العيال في الحديث السابق. وفي الحديث دليل على أن إنفاق الرجل على أهله أفضل من الإنفاق في سبيل الله، ومن الإنفاق في الرقاب، ومن التصدق على المساكين، وذلك لأن الإنفاق على الأهل فرض، والفرض أفضل من النفل، ولأنه صدقة وصلة.