للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابٌ: مِنْ فَضَائِلِ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاكِ بْنِ خَرَشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

(٢٤٧٠) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا؟ فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا أَنَا. قَالَ: فَمَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ. قَالَ: فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ.»

بَابٌ: مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَالِدِ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا

(٢٤٧١) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جِيءَ بِأَبِي مُسَجًّى وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ

صَائِحَةٍ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقَالُوا: بِنْتُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو. فَقَالَ: وَلِمَ تَبْكِي؟ فَمَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ».

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: «أُصِيبَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي وَجَعَلُوا يَنْهَوْنَنِي، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنْهَانِي، قَالَ: وَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَبْكِيهِ أَوْ لَا تَبْكِيهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ».

(٠٠٠) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا


١٢٨ - قوله: (فأحجم القوم) أي تأخروا وكفوا، لكونهم يعلمون أن أداء حقه شديد، فخافوا أن يقصروا فيه، وإنما ابتدروا لأخذه أولًا رجاء بركة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولأنهم كانوا يعلمون من أنفسهم الشجاعة والكفاءة (ففلق به هام المشركين) أي شق رؤوسهم. وقد كان لأبي دجانة سماك بن خرشة موقف مغتبط في غزوة أُحد. فإنه حين أراد أخذ هذا السيف قال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب به العدو حتى ينحني. فأخذه بذلك، وكانت له عصابة حمراء إذا اعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل حتى الموت، فعصب رأسه بتلك العصابة، ثم تبختر بين الصفين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن، فلما دار القتال أمعن في الناس، وجعل لا يلقى مشركًا إلا قتله، وأخذ يهد صفوف المشركين هدا، حتى وصل إلى النسوة في أخريات الصفوف.
١٢٩ - قوله: (مسجى) أي مغطى (وقد مثل به) بالبناء للمفعول من المثلة، وهي قطع أطراف القتيل، أي قطع أنفه وأذنه ومذاكيره ونحو ذلك (بنت عمرو أو أخت عمرو) هذا شك من الراوي، والصحيح بنت عمرو، وهي فاطمة بنت عمرو المذكورة في الحديث التالي، وهي عمة جابر، وشقيقة والده عبد الله بن عمرو (فما زالت الملائكة تظله ... إلخ) معناه أنه مكرم بصنيع الملائكة وتزاحمهم عليه لصعودهم بروحه.
١٣٠ - قوله: (تبكيه أو لا تبكيه) الظاهر أن أو للتخيير، أي سواء بكت عليه أم لا، فقد حصل له من كرامة الله أن الملائكة أظلته. ويحتمل أن يكون "أو" شكًّا من الراوي.
( ... ) قوله: (مجدعًا) اسم مفعول من التفعيل، أي مقطوع الأنف والأذنين. وربما يطلق على قطع الشفة واليد أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>