١٤٨ - قوله: (وكانت العرب يدفع بهم) أي يرتحل بهم في الجاهلية من المزدلفة إلى منى غداة يوم النحر أي العاشر من ذي الحجة (أبو سيارة) رجل من بني عدوان، وهي قبيلة من بني ذبيان من قيس عيلان بن مضر، كانت إليهم الإفاضة من المزدلفة إلى منى غداة يوم النحر في الجاهلية، ومعنى هذه الإفاضة أن رجلًا منهم كان يبدأ الدفع من المزدلفة قبل الناس، فلا يدفعون حتى يدفع، توارثوا ذلك كابرًا عن كابر حتى كان أبو سيارة آخرهم الذي قام عليه الإسلام (على حمار عري) لا يكون على ظهره شيء (فلما أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المزدلفة بالمشعر الحرام) يعني فلما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المزدلفة بالمشعر الحرام، ووصل إليه، وهو جبل قزح (لم تشك قريش) بل استيقنت (أنه سيقتصر عليه) أي على المشعر الحرام فيقف به ولا يجاوزه بل (يكون منزله ثم) لأنه كان من قريش، وقريش كانت تقف بالمزدلفة، ولم تكن تذهب إلى عرفات، كما كانت تذهب إليها بقية العرب وتقف بها. وذلك لأن عرفات تقع خارج الحرم، فكانت قريش تقول: نحن أهل الحرم فلا نخرج منه (فأجاز) أي مر وجاوز من المشعر الحرام (ولم يعرض له) أي لم يتعرض له بالوقوف عنده. ١٤٩ - قوله: (نحرت ههنا) إشارة إلى موضع نحوه - صلى الله عليه وسلم -، وهو عند الجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف (ومنى كلها منحر) أي موضع نحر وذبح للهدايا المتعلقة بالحج (ووقفت ههنا) أي عند الصخرات قرب جبل الرحمة في عرفة (ووقفت ههنا) أي عند المشعر الحرام بالمزدلفة (وجمع) بفتح فسكون، اسم للمزدلفة. وظاهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال كلا من هذه الكلمات في مكانه، وأن الراوي جمعها، وفي هذه الكلمات توسعة على الأمة، ورفق بها، وتنبيه لها على مصالح دينها ودنياها ببيان الأكمل والجائز، فالأكمل موضعه، والجائز بقية مواضع هذه الأماكن.